سورة الزخرف
  الرجل الوضيع الذي لا يملك أي شيء وليس بيده شيء؟ أم هو الذي يملك كل شيء؟ وأخبرهم أن الأولى بهم أن يختاروا لهم الأقوى والأقدر(١).
  والمقصود بقوله: «وهذه الأنهار تجري من تحتي»: هو أن نهر النيل يجري من تحت قصره.
  وقوله: {وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ٥٢} يريد أن موسى # ينتابه انحباس في لسانه عند الكلام.
  {فَلَوْلَا(٢) أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ ٥٣} ولا زال يلبس عليهم ويستخف عقولهم، فزعم أنه لو كان صادقاً كما يزعم لما كان لباسه الرث والبالي من الثياب، ولكان يتحلى بالذهب والمجوهرات، ويلبس الغالي والنفيس من الثياب، أو تأتي الملائكة ترافقه وتسير معه أينما سار(٣).
(١) سؤال: هل صح لكم ما روي هنا أن موسى دخل على فرعون وعليه مدرعة من صوف وشرط له بقاء ملكه إن أسلم؟ أم ماذا؟
الجواب: هذه الرواية جديرة بالصحة لوجود ما يشهد لها من القرآن مثل قول موسى لفرعون: {قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ٤٧}[طه]، فإن ذلك يدل على سلامة فرعون على ما هو عليه إذا اتبع الهدى. وهكذا ما حكاه الله في قوله: {يَاقَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا}[غافر: ٢٩]، فإنه يشير إلى بقاء الملك والسلامة إن أسلم آل فرعون.
(٢) سؤال: فضلاً ما معنى «لولا» هنا؟ وما إعراب «مقترنين»؟
الجواب: «لولا» للتحضيض وبدخولها على الماضي تفيد التنديم. «مقترنين» حال من الملائكة.
(٣) سؤال: كيف مضت هذه الدسيسة من فرعون والمعلوم عقلاً أن الناس يميلون إلى الداعي المتزهد في لباسه ونحو ذلك لا العكس؟
الجواب: الذي عليه الناس منذ كانوا إلى اليوم أن الأكثر منهم يميلون مع أهل الدنيا ومع الملوك، فهذا هو واقع الناس؛ لذلك لم يؤمن برسل الله ويتبعهم إلا القليل في كل زمان، وأكثرهم للحق كارهون.