محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزخرف

صفحة 121 - الجزء 4

  {فَاسْتَخَفَّ⁣(⁣١) قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ٥٤}⁣(⁣٢) فكان يستغفلهم بكلامه هذا ويغرر عليهم حتى أقبلوا على طاعته، ومالوا عن موسى مع علمهم بصدقه ونبوته.

  {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ⁣(⁣٣) أَجْمَعِينَ ٥٥ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا⁣(⁣٤) وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ ٥٦} ثم إن الله سبحانه وتعالى عذبهم بالغرق جزاءً على كفرهم بموسى # وتمردهم عليه، وأهلكهم جميعاً، وجعلهم عبرة للمعتبرين من بعدهم. ومعنى «آسفونا»: أغضبونا.

  {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ٥٧ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ٥٨}⁣(⁣٥) توعد الله المشركين


(١) سؤال: ما أصل هذه الكلمة واشتقاقها؟ وكيف يكون معناها بناءً على ذلك؟

الجواب: هي مأخوذة من: خف الشيء خفة فهو خفيف، واستخفه: استفزه. اهـ من أساس البلاغة. أي: أن قوم فرعون كانوا خفافاً في طاعته فإذا أمرهم اتبعوه.

(٢) سؤال: ما فائدة تذييل هذه الآية بقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ٥٤

الجواب: الفائدة هي بيان العلة والسبب الذي دفعهم إلى طاعة فرعون واتباعه.

(٣) سؤال: ما معنى الفاء هنا؟ وهل الإغراق غير الانتقام؟ أم كيف؟

الجواب: الفاء عاطفة، «انتقمنا منهم» أي: أردنا الانتقام منهم، وهذا التقدير ليصح العطف؛ لأن عطف المرادف والمفسر بالفاء ضعيف.

(٤) سؤال: ما أصل «سلفاً»؟ ومم أخذت؟ وما يكون معناها بالتحديد؟

الجواب: «سلفاً» هو في الأصل مصدر سَلَف يسلُف بالضم سلفاً بفتحتين أي: مضى. اهـ من المختار. وفيه: وسلف الرجل: آباؤه المتقدمون، والجمع أسلاف وسُلّاف، والمراد: أن الله جعل ما نزل بآل فرعون من النقمة والغرق عبرة يعتبر بها من يأتي بعدهم.

(٥) سؤال: قد يقال: ظاهر ضرب المثل أول الآية أنه من الله، وظاهر آخرها أنه من المشركين فكيف؟

الجواب: المثل هو من المشركين وهم الذين ضربوه مثلاً لما سمعوا قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ٩٨ لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا ...}⁣[الأنبياء]، قال قائل =