سورة الزخرف
  {فَاسْتَخَفَّ(١) قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ٥٤}(٢) فكان يستغفلهم بكلامه هذا ويغرر عليهم حتى أقبلوا على طاعته، ومالوا عن موسى مع علمهم بصدقه ونبوته.
  {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ(٣) أَجْمَعِينَ ٥٥ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا(٤) وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ ٥٦} ثم إن الله سبحانه وتعالى عذبهم بالغرق جزاءً على كفرهم بموسى # وتمردهم عليه، وأهلكهم جميعاً، وجعلهم عبرة للمعتبرين من بعدهم. ومعنى «آسفونا»: أغضبونا.
  {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ٥٧ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ٥٨}(٥) توعد الله المشركين
(١) سؤال: ما أصل هذه الكلمة واشتقاقها؟ وكيف يكون معناها بناءً على ذلك؟
الجواب: هي مأخوذة من: خف الشيء خفة فهو خفيف، واستخفه: استفزه. اهـ من أساس البلاغة. أي: أن قوم فرعون كانوا خفافاً في طاعته فإذا أمرهم اتبعوه.
(٢) سؤال: ما فائدة تذييل هذه الآية بقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ٥٤}؟
الجواب: الفائدة هي بيان العلة والسبب الذي دفعهم إلى طاعة فرعون واتباعه.
(٣) سؤال: ما معنى الفاء هنا؟ وهل الإغراق غير الانتقام؟ أم كيف؟
الجواب: الفاء عاطفة، «انتقمنا منهم» أي: أردنا الانتقام منهم، وهذا التقدير ليصح العطف؛ لأن عطف المرادف والمفسر بالفاء ضعيف.
(٤) سؤال: ما أصل «سلفاً»؟ ومم أخذت؟ وما يكون معناها بالتحديد؟
الجواب: «سلفاً» هو في الأصل مصدر سَلَف يسلُف بالضم سلفاً بفتحتين أي: مضى. اهـ من المختار. وفيه: وسلف الرجل: آباؤه المتقدمون، والجمع أسلاف وسُلّاف، والمراد: أن الله جعل ما نزل بآل فرعون من النقمة والغرق عبرة يعتبر بها من يأتي بعدهم.
(٥) سؤال: قد يقال: ظاهر ضرب المثل أول الآية أنه من الله، وظاهر آخرها أنه من المشركين فكيف؟
الجواب: المثل هو من المشركين وهم الذين ضربوه مثلاً لما سمعوا قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ٩٨ لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا ...}[الأنبياء]، قال قائل =