سورة الدخان
  عليهم عندما أنكروا البعث والنشور والحياة بعد الموت، فأخبرهم أنه لم يخلق السماوات والأرض وما بينهما إلا لغرض عظيم وحكمة عظيمة، وهي ما يترتب على خلق ذلك من الحياة الآخرة(١)، والحساب والجزاء، والثواب والعقاب، وأنه لو كان الأمر كما يزعم المشركون لما كان لخلقهما أي فائدة، ولكان خلقه لهما عبثاً، ولو لم يكن هناك حساب ولا جزاء لوصِف الله تعالى حينئذ بالظلم واللعب والعبث.
  {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ(٢) أَجْمَعِينَ ٤٠} لا بد أن يحشر الله سبحانه وتعالى الخلق إليه جميعاً يوم القيامة ليفصل بينهم، ويحكم بينهم بالحكم الحق والعدل.
  {يَوْمَ(٣) لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ٤١ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ٤٢}(٤) ويوم الفصل هو ذلك اليوم الذي لا يملك أحد فيه أن ينفع أحداً أو ينصره أو يدفع عنه شيئاً من عذاب الله الذي قد استحقه، وشفاعة
= لعلموا أن البعث حق ولكنهم لم ينظروا فلم يعلموا أن البعث حق، فجاءت الجملة هذه لبيان أنهم جهلوا ما من شأنه أن يعلم لقوة دلائله ووضوحها.
(١) سؤال: من أين نستفيد هذا الغرض؟ إن كان من آيات أخرى فما هي؟
الجواب: استفيد من نحو قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ٣١}[النجم].
(٢) سؤال: ما نوع اسميته؟
الجواب: هو اسم زمان.
(٣) سؤال: هل هذا بدل من قوله: «يوم الفصل»؟ أم ماذا؟
الجواب: «يوم» بدل من «يوم الفصل» كما ذكرتم.
(٤) سؤال: علام عطف قوله: {وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ٤١}؟ ومم الاستثناء بقوله: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ}؟
الجواب: «ولا هم ينصرون» في محل جر بالعطف على: {لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى} والأولى في الاستثناء أن يكون منقطعاً بمعنى «لكن»، ويجوز أن يكون «ولا هم ينصرون» شاملاً للمؤمن والكافر فيكون الاستثناء من ضمير ينصرون فيكون المستثنى مرفوعاً على البدلية.