سورة الدخان
  الشافعين يوم القيامة لن تكون إلا للمؤمنين فهم أهل رحمة الله سبحانه وتعالى، وهم الذين سينصرهم الله تعالى يوم القيامة، ويشفي غيظهم من أعدائهم، ويثيبهم ويرفع منازلهم. ومعنى المولى في الآية: القريب والحليف.
  {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ ٤٣ طَعَامُ الْأَثِيمِ ٤٤ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ٤٥ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ٤٦}(١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن طعام أهل النار في جهنم بأنه قد جعل لهم شجرة الزقوم التي تغلي في بطونهم عندما يأكلونها من شدة حرارتها كغليان المعدن المذاب، والأثيم هو: أبو جهل بن هشام.
  {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ٤٧ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ٤٨} ثم إن الله سبحانه وتعالى سيأمر ملائكة العذاب بأخذِ أهل النار وسوقهم سوق الذلة والخزي إلى وسط نار جهنم، ثم يكبونهم فيها كباً ويصبون فوق رؤوسهم من ماء جهنم حتى تذوب جلودهم ولحومهم من شدة غليانه وحرارته.
  {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ(٢) ٤٩ إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ ٥٠} عندما يكبونهم في النار على وجوههم يقولون لهم: ذوقوا عذاب النار، وتجرعوا أليم
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «كالمهل»؟ وما محل جملة: «يغلي في البطون»؟ وبم تعلق الجار والمجرور «كغلي الحميم»؟
الجواب: «كالمهل» في محل رفع خبر ثان، وجملة «يغلي في البطون» في محل نصب حال من الزقوم أو من طعام الأثيم. «كغلي الحميم» الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمصدر محذوف أي: تغلي في البطون غلياناً مثل غلي الحميم.
(٢) سؤال: ما السر في التعبير بالإذاقة هنا، والوصف بـ {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ٤٩}؟
الجواب: السر في ذلك - والله أعلم - أن حاسة الذوق أشد الحواس إدراكاً وإحساساً، أي: أنهم يدركون ألم العذاب كأشد ما يكون من الإدراك ويحسونه كأبلغ ما يكون من الإحساس، وقوله: {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ٤٩} تهكم واستهزاء بأبي جهل الذي كان يدعي في الدنيا أنه أعز وأكرم قريش.