محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الجاثية

صفحة 148 - الجزء 4

  {وَتَصْرِيفِ⁣(⁣١) الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ٥} والرياح آية من آياته الدالة عليه وعلى قدرته، فلا بد أن يكون هناك مصرف يصرفها من شرقية إلى غربية ومن شمالية إلى جنوبية؛ فهي آية واضحة وبينة لمن نظر وتأمل فيها، تسوقه إلى معرفة مبدعها وبارئها ومدبرها.

  {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ٦}⁣(⁣٢) ثم خاطب الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن هذه الآيات التي تلاها عليه واضحة بينة ظاهرة أمام الناس جميعاً، فإذا لم يتفكر فيها المشركون فما هو الشيء الذي سيتفكرون فيه ويعتبرون به غيرها؟ ومتى سيتفكرون؟ ومتى سيؤمنون؟

  وذلك أن الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يرى مواجهة وعياناً أو يعرف بالأبصار، وإنما يعرف ويتوصل إلى معرفته بآياته الدالة عليه؛ لأنه ليس من جنس المرئيات، ولأنه لا يمكن أن يشاهَد إلا ما كان جسماً والله سبحانه وتعالى ليس بجسم.


(١) سؤال: ما وجه جر قوله: «تصريف»؟

الجواب: وجه الجر هو كون «تصريف» معطوفاً على «خلقكم» في قوله: «وفي خلقكم» إما على إضمار «في»؛ لئلا يلزم العطف على معمولين لعاملين مختلفين، وإما بغير إضمار «في» على مذهب الأخفش فإنه يجيز عطف معمولين على معمولي عاملين مختلفين.

(٢) سؤال: من فضلكم ما محل جملة «نتلوها ...»؟ وما معنى الفاء في قوله: «فبأي حديث»؟ وما إعراب {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ٦} مفصلاً؟

الجواب: «نتلوها» في محل نصب حال، وما قبلها مبتدأ وخبر، أو في محل رفع على أنها خبر «تلك»، وآيات الله: نعت أو بدل من «تلك». والفاء هي الفصيحة لأنها تفصح عن شرط مقدر أي: إن لم يؤمنوا بالله وآياته فبأي حديث ..، «فبأي» جار ومجرور متعلق بـ «يؤمنون» الذي بعده. «حديث» مضاف إلى اسم الاستفهام. «بعد الله» ظرف زمان متعلق بمحذوف صفة لحديث أي: كائن بعد حديث الله، «وآياته» معطوف على لفظ الجلالة.