سورة الجاثية
  {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ٧} ثم توعد الله سبحانه وتعالى المكذبين بأنبيائه ورسله وآياته، وتهدد كل كذاب متقول على الله قول الزور وكل مقترف للمعاصي والكبائر بالويل والعذاب الشديد.
  {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا(١) فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٨} ثم وصف الله تعالى الأفاك الأثيم بأنه الذي يسمع آيات الله تعالى تتلى عليه فيستكبر عن سماعها، ويعرض عنها.
  {وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ٩(٢) مِنْ وَرَاءِهِمْ جَهَنَّمُ(٣) وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ١٠} ومن صفته أيضاً أنه إذا سمع شيئاً من آيات الله تعالى تتلى وعرفها فإنه يجعلها محل سخريته واستهزائه، فهؤلاء هم أهل وعيد الله سبحانه وتعالى بالعذاب الشديد المهين في نار جهنم؛ ولا ينفعهم ما جمعوه من متاع الدنيا من الأموال والتجارات الواسعة، ولا يدفع عنهم شيئاً من عذاب الله تعالى يوم القيامة، وأصنامهم التي يعبدونها من دون الله تعالى لا تغني عنهم شيئاً يوم القيامة.
(١) سؤال: فضلاً ما محل جملة «تتلى عليه»؟ وما إعراب «كأن لم يسمعها»؟
الجواب: «تتلى عليه» محلها النصب على الحالية. «كأن لم يسمعها» جملة في محل نصب على الحالية، كأن: حرف تشبيه مخفف، واسمها ضمير الشأن، وجملة لم يسمعها في محل رفع خبر.
(٢) سؤال: ما الحكمة في إفراد الضمائر أول الآية: «علم» «اتخذها» «فبشره» وجمعها في نهايتها؟
الجواب: أفردت الضمائر أولاً نظراً للفظ «كل» في قوله: {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ٧} فإن لفظها مفرد فأفردت الضمائر لعودها إلى لفظ مفرد، ثم جمعت أخيراً لأن معنى «كل» جمع فأعيدت الضمائر نظراً لعودها إلى جمع في المعنى، أي: أنه روعي أولاً اللفظ ثم روعي المعنى ثانياً.
(٣) سؤال: وما محل جملة: «من ورائهم جهنم»؟
الجواب: لا محل لها من الإعراب؛ لأنها في جواب سؤال مقدر أي: لأنها مستأنفة استئنافاً بيانياً.