سورة الجاثية
  «كتابها» بصحاف أعمالها أولى ليوافق قوله: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ ...} الآية، وقد فسرت بالوجهين.
  {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ(١) بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٢٩}(٢) ثم يخبرهم الله سبحانه وتعالى بأن صحيفة أعمال كل امرئ معروضة فيها أعمال كل مكلف من عباده مسجلة، فلا سبيل إلى الإنكار.
  {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ٣٠ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي(٣) تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ ٣١} ثم يحكم الله سبحانه وتعالى بين عباده ويفصل بينهم، فيدخل أهل الأعمال الصالحة في ضيافته ودار كرامته يأكلون ويتمتعون، وأما الذين كفروا بالله تعالى وكذبوا بكتابه ورسله وأعرضوا عن آياته استكبارا وتمردا فسيسوقهم إلى الخزي والذلة والعذاب في نار جهنم وبئس المصير.
  {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ
(١) سؤال: فضلاً ما نوع المجازية في قوله: «ينطق عليكم»؟
الجواب: في ذلك وجهان:
١ - استعارة بالكناية حيث شبه الكتاب بشاهد يدلي بشهادته تشبيهاً مضمراً في النفس ودل على ذلك بذكر النطق الذي هو من لوازم المشبه به.
٢ - استعارة تبعية في الفعل «ينطق» حيث شبه الدلالة بالنطق لقوة دلالتها.
(٢) سؤال: هل هذه الآية دليل قوي على وقوع التسجيل في صحيفة حقيقة؟
الجواب: نعم فيها دليل على وقوع التسجيل في صحيفة يقرأها صاحبها يوم القيامة.
(٣) سؤال: ما المراد بالاستفهام: «أفلم تكن آياتي ..»؟ وكيف جاء خبراً عن الذين كفروا؟
الجواب: المراد بالاستفهام التوبيخ للمخاطبين. وصح وقوعه خبراً؛ لأن التقدير: يقال لهم، فالاستفهام مقول لهذا القول المقدر الذي هو الخبر في الحقيقة.