سورة الجاثية
  {وَقِيلَ الْيَوْمَ(١) نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ٣٤} وسيصرخون ويستغيثون طلباً للعودة لتعويض ما قد فرطوا على أنفسهم في الدنيا، ولكنه سيجاب عليهم بأنه لا حظ لكم أيها المكذبون ولا نصيب في شيء من رحمة الله سبحانه وتعالى ولا مخرج لكم ولا نصير ولا شفيع.
  ومعنى {نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}: سنترككم كما تركتم العمل لهذا اليوم وكذبتم بلقاء ربكم.
  {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} وهذا العذاب الذي سنترككم فيه إنما هو بسبب جعلكم لآيات الله سبحانه وتعالى وحججه وأنبيائه محل هزؤكم وسخريتكم، وبسبب اغتراركم بالدنيا وسعيكم وراء شهواتها ولذاتها، واختياركم لمتاع الدنيا الفاني على ثواب الآخرة الباقي.
  {فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ٣٥}(٢) فقد انقطع الأمل والرجاء في ذلك اليوم، ولن ينفعهم فيه أي عذر أو توبة.
  {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ(٣) السَّمَوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٣٦ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ
(١) سؤال: فضلاً علام نصب قوله: «اليوم»؟
الجواب: نصب على أنه ظرف للفعل الذي بعده «ننساكم».
(٢) سؤال: ما إعراب «فاليوم»؟ وعلام عطفت جملة: «ولا هم يستعتبون»؟
الجواب: «اليوم» ظرف للفعل الذي بعده، «ولا هم يستعتبون» معطوفة على قوله: «لا يخرجون منها».
سؤال: من فضلكم فصلوا لنا القول في «يستعتبون» من حيث أصل الكلمة، ومعنى السين فيها، وكونه مغير صيغة، واسمحونا إن كان السؤال قد سبق؟
الجواب: الأصل «عَتَبَ» وبابه نصَر وطرِب، يعتب عَتَباً وعَتْباً، عتب عليه بمعنى: وجِد عليه وغضب عليه مع الإذلال، ولا زلنا نستعمل هذا اللفظ إلى اليوم. وأعتبه بمعنى: سرَّه، واستعتبه بمعنى: استرضاه، أي: طلب رضاه. اهـ من المختار.
(٣) سؤال: ما معنى الفاء في قوله: «فلله»؟ وهل قوله: «رب» صفة للفظ الجلالة؟
=