محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأحقاف

صفحة 178 - الجزء 4

  وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا⁣(⁣١) إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ٢١} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يقص على قومه خبر عاد وشأنهم عندما بعث الله سبحانه وتعالى نبيه هوداً # إليهم، وكان من نفس قبيلتهم.

  والأحقاف هي أرض الكثبان الرملية؛ وكانوا قد بلغوا الغاية في الظلم وتجاوز حدود الله سبحانه وتعالى وعبادة الأصنام من دون الله تعالى، فأرسله الله سبحانه وتعالى إليهم ليحذرهم وينذرهم ويبلغهم رسالة ربهم، وليدعوهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، ويخبرهم أن ما يدعوهم إليه هو ما دعت إليه الأنبياء السابقة من قبله، ويخبرهم أنهم إن استمروا فيما هم فيه من الظلم والطغيان فإن غضب الله وسخطه سيحل بهم.

  {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ٢٢} فأعرضوا عنه وتمردوا عليه، واستكبروا عن اتباعه وسخروا مما يدعوهم إليه، واستنكروا عليه كيف يمنعهم⁣(⁣٢) عن عبادة آلهتهم التي يدينون لها هم وآباؤهم من قبلهم، واعتبروا دعوته لهم جريمة عظيمة مستنكرة، وكذبوا به وتمردوا عليه؛ ثم سألوه أنه إن كان صادقاً فيما يدعي ويزعم فليعجل بإنزال العذاب الذي يتهددهم به.

  {قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ} فأجاب عليهم بأن ذلك العذاب الذي قد توعدهم به ليس بيده، وأخبرهم أن أمر ذلك إلى الله سبحانه وتعالى فمتى أراد فسينزله بهم.


(١) سؤال: فضلاً ما هو العامل في «إذ» الظرفية هنا؟ وما إعراب «ألا تعبدوا»؟

الجواب: «إذ» بدل من «أخا عاد» فهي في محل نصب. «أن» مفسرة لتقدم معنى القول دون حروفه، و «لا» ناهية، «تعبدوا» مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون، والواو فاعل.

(٢) سؤال: قد يقال: إذا كان معنى «لتأفكنا»: لتمنعنا، فمم اشتقت؟

الجواب: هي من الإفك، يقال: أفكه أي صرفه. اهـ من تفسير الرازي. والمعنى الذي ذكرناه هو قريب من هذا، ويؤدي مؤداه.