محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأحقاف

صفحة 181 - الجزء 4

  {إِذْ⁣(⁣١) كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٢٦}⁣(⁣٢) وما حل بهم من عذاب الله هو بسبب كفرهم وتكذيبهم بآيات الله سبحانه وتعالى وأنبيائه ورسله، وقد كانوا يستهزئون بنبيهم هود # حين ينذرهم عذاب الله.

  {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى}⁣(⁣٣) ثم خاطب الله سبحانه وتعالى قريشاً ليعتبروا ويتعظوا، فأخبرهم بأنه قد أهلك أهل تلك القرى التي حولهم،


= الزائدة ضابط تنحصر به؟ وهل يصح حملها على النفي؟ وهل هذا الموضع من المواضع التي تأتي فيه «إن» النافية؟

الجواب: نعم قد بنينا على ذلك، وقد ذكر ابن هشام في المغني أنها تزاد بعد «ما» النافية كثيراً إذا دخلت على جملة فعلية، وبعد «ما» الموصولة الاسمية والمصدرية، وبعد «ألا» الاستفتاحية، وقبل مدة الإنكار، وذكر الشواهد على ذلك.

وقد جوز المفسرون والمعربون في «إن» هذه ثلاثة أوجه: أحدها ما ذكرناه وهو: أن تكون صلة (زائدة)، والثاني: أن تكون نافية، وهذان الوجهان ذكرهما الزمخشري وأفاد أن الوجه القوي أن تكون نافية، وزاد غيره أن تكون «إن» شرطية أي: في الذي إن مكناكم فيه طغيتم، وعلى هذا فهذا الموضع من المواضع التي تأتي فيه «إن» النافية.

(٢) سؤال: فضلاً ما معنى «إذ» هذه؟ وما عملها؟

الجواب: «إذ» ظرف لما مضى من الزمان وناصبها قوله: {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ ...} وهذا الظرف جارٍ مجرى التعليل، وفي الكشاف: فإن قلت: لم جرى مجرى التعليل؟ قلت: لاستواء مؤدى التعليل والظرف في قولك: ضربته لإساءته، وضربته إذا أساء، إلا أن «إذ، وحيث» عليتان دون سائر الظروف في ذلك. اهـ

(٣) سؤال: هل المراد بـ «الذي كانوا به يستهزئون» العذاب أم هود #؟

الجواب: المراد العذاب.

(٤) سؤال: ما الوجه في الإخبار عن هذه القرى بأنها حولهم رغم أن بينهم وبين قرى عاد فوق ألف كيلومتر، وهكذا؟

الجواب: الوجه أنهم كانوا يسافرون إليها في كل عام تقريباً (رحلة الشتاء والصيف) لذلك كانت في حكم القريب.