محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأحقاف

صفحة 182 - الجزء 4

  يمرون عليها في طريق أسفارهم وتجاراتهم، ويسمعون عن أخبار أهلها وما حل بهم بسبب تكذيبهم وتمردهم على أنبيائهم واستهزائهم بهم، مثل قوم عاد وثمود وقوم لوط وشعيب.

  {وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ٢٧} صرف الله لهم الآيات ونوعها لعلهم يرجعون عن غيهم وضلالهم، ولكنهم لم يتراجعوا عن كفرهم وضلالهم.

  {فَلَوْلَا⁣(⁣١) نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ⁣(⁣٢) وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ٢٨} أهلك الله تعالى أهل تلك القرى المكذبة فلم تنصرهم آلهتهم التي يعبدونها من دون الله، أو تدفع عنهم شيئاً مما أنزله بهم من العذاب، وضلت عنهم وضاعت في وقت شدتهم لأنها لا تقدر على النفع والضر.

  {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ٢٩ قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى⁣(⁣٣) مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ


(١) سؤال: فضلاً ما معنى «لولا» هنا؟ وما إعراب «قرباناً آلهة»؟

الجواب: «لولا» هذه معناها التحضيض وبدخولها على الماضي تصير للتنديم. «آلهة» هي المفعول الثاني لـ «اتخذوا» والمفعول الأول محذوف وهو عائد الموصول. «قرباناً» حال من آلهة وصح لتقدمه عليه.

(٢) سؤال: إلام الإشارة بقوله: «وذلك إفكهم»؟

الجواب: الإشارة إلى الضلال وعدم نفع الآلهة لهم وهو أثر إفكهم ونتيجته.

(٣) سؤال: ما الوجه في قولهم: {أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} وكأنهم لم يعتبروا عيسى ولا إنجيله؟ وهل نفهم من هذا أنهم عايشوا موسى وأدركوا زمنه، فيصح ما يقال بأنهم يتعمرون مئات السنين؟

الجواب: إنجيل عيسى # ضاع في القرن الأول ضياعاً كلياً ولم يبق إلا روايات رواها تلاميذ عيسى # مع أن كل رواية تخالف الرواية الأخرى وتسمى تلك الروايات بالأناجيل فيقولون: إنجيل فلان، وإنجيل فلان، و ... إلخ. هذا مع أن التوراة لم تنسخ في دين عيسى =