سورة محمد
  والدفاع عن دينه فلن يضيع تعالى شيئاً من ثواب جهادهم في سبيل الله، ولا بد أن ينالوا أفضل الجزاء والثواب مقابل ما بذلوه من أرواحهم ودمائهم.
  {سَيَهْدِيهِمْ(١) وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ٥ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ٦}(٢) هذا وعد من الله سبحانه وتعالى بأنه سييسر لهم طريق الهدى، وسينور قلوبهم، ويصلح أحوالهم، ويحسن أوضاعهم، وأنه سيدخلهم في مستقر رحمته ودار كرامته التي وعدهم بها.
  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ٧} يحث الله سبحانه وتعالى هنا عباده على الصبر على أداء ما افترض عليهم من الجهاد في سبيل دينه، ووعدهم بأنهم إذا أخلصوا نياتهم في جهادهم(٣) مع النبي ÷ فإنه
= تائب أو تاركاً لفريضة من فرائض الله فليس من أهل الجهاد في سبيل الله بل يعتبر من الطرف الآخر الذي ينبغي أن يتوجه الجهاد عليه ويشهر في وجهه السيف حتى يذعن لترك المنكر ويأتي بما افترضه الله عليه ويلتزم بالتقوى.
(١) سؤال: من فضلكم هل يصلح أن نحمل «سيهديهم» على: سيثيبهم في الآخرة لكون الحديث عن المقتولين في سبيل الله أم لا يصلح ذلك؟ وما وجه فصل جملة: «سيهديهم» عن سابقتها؟
الجواب: يصح حمل «سيهديهم» على «سيثيبهم» كما ذكرتم، وقد يكون أولى، وفصلت جملة «سيهديهم»؛ لأنها بمنزلة البيان لما قبلها.
(٢) سؤال: فضلاً ما محل جملة: «عرَّفها لهم»؟ وهل قوله: «عرفها» مأخوذ من التعريف والتوضيح أم ماذا؟
الجواب: قد يكون محلها النصب على الحالية بإضمار «قد»، أو لا يكون لها محل من الإعراب وتكون مستأنفة و «عرفها» أي: بيَّنها لهم ووضَّحها.
(٣) سؤال: هل نصر الله تعالى مقصور على المخلصين فقط أم لا؟ أفيدونا بشيء من الأدلة، حفظكم الله ورعاكم؟
الجواب: نصر الله للمؤمنين مقصور على المخلصين لله بدليل أن الله تعالى رفع نصره عن أهل أحد والنبي ÷ بينهم لما عصوُا الرسول ÷: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي =