سورة محمد
  سيزيد من رباطة جأشهم وسيقوي قلوبهم وعزائمهم، وسيمنحهم الصبر والقوة التي يزول عندها الرعب والخوف عن قلوبهم، وينصرهم على عدوهم.
  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا(١) لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ٨ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ٩}(٢) وأما الذين كفروا فإن الله تعالى قد أبعدهم وأهانهم،
= الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ}[آل عمران: ١٥٢]، ورفع الله تعالى النصر يوم حنين عن المسلمين لما أعجبوا بكثرتهم {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ٢٥ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[التوبة]، فأنزل الله تعالى نصره على رسوله وعلى المؤمنين المخلصين الذين لم تعجبهم كثرتهم، وقال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠}[الحج]، ثم قال في بيانهم: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ...}[الحج: ٤١].
(١) سؤال: ما إعراب: «فتعساً لهم»؟ وما نوع اسميتها؟ وعلام عطف قوله: «وأضل»؟
الجواب: «تعساً» مفعول مطلق لفعل محذوف والمراد به الدعاء. «لهم» الجار والمجرور خبر مبتدأ محذوف أي التعس لهم، والجملة هذه مستأنفة لبيان المدعو عليه، و «تعساً» مصدر تَعِس. «وأضل أعمالهم» معطوف على مقدر أي: فيقال تعساً لهم وأضل أعمالهم، وإنما قدرنا: «يقال»؛ لئلا يعطف الخبر على الإنشاء.
(٢) سؤال: ما الفائدة في تكرير قوله: «فأحبط أعمالهم»؟ وقد فهمناه مما تقدمه ومن قوله «ذلك» إذ معناه: ذلك الإحباط بسبب؟
الجواب: «ذلك» إشارة إلى التعس والإحباط وفائدة التكرير:
١ - النص على علة الإحباط والتعس وسببهما.
٢ - بيان أن كراهة ما أنزل الله تعالى ملازمة للكفر.
٣ - أن كراهة ما أنزل الله جريمة كبيرة مساوية للكفر.
سؤال: إذا كره المسلم حكم المواريث للنساء وتبرم من الآيات النازلة فيها هل يستحق هذا الوعيد أم لا؟
الجواب: إذا كره المسلم حكم مواريث النساء وثقلت عليه إلا أنه أخرجها للنساء وأعطاهن ما =