محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة محمد

صفحة 194 - الجزء 4

  وضرب عليهم الذلة والخزي، وأعد لهم النار والعذاب الشديد جزاءً على سيئ أعمالهم، بسبب إعراضهم عما أنزل الله سبحانه وتعالى إليهم، وتمردهم على نبيهم ÷ وما جاءهم به من الهدى والقرآن.

  وقد أحبط تعالى أعمال البر التي كانوا يعملونها في الدنيا؛ لصدهم عن سبيل الله سبحانه وتعالى، والوقوف في وجه دعوة نبيه ÷.

  {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ⁣(⁣١) اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ١٠}⁣(⁣٢) ثم استنكر الله سبحانه وتعالى على المشركين إعراضهم وصدهم عن دينه على الرغم من معرفتهم بما حل بمن كذبوا قبلهم بأنبيائهم من العذاب والنكال بسبب كفرهم وتكذيبهم، وقد كان المشركون يمرون على ديارهم في طريق أسفارهم وتنقلاتهم وتجاراتهم إلى بلاد الشام واليمن، كديار


= كتب الله لهن فلا إثم عليه؛ لأنه ما من شيء من طاعة الله إلا ويأتي في كره، فالتكاليف الشرعية ثقيلة مكروهة عند النفس، وفي الحديث: «حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات»، وإن كره المسلم تلك الأحكام المتعلقة بمواريث النساء وتمرد عن الامتثال لذلك مع أنه مطيع لله فيما سوى ذلك فهو عاصٍ لله ظالم قاطع للرحم ومنزلته دون منزلة الكافر الكاره لما أنزل الله.

(١) سؤال: فضلاً هل «كان» في الآية تامة أم ناقصة؟ وما السر في فصل جملة «دمر الله عليهم»؟ ولم عدى «دمر» بحرف الجر «على» وهو يتعدى بنفسه؟

الجواب: «كان» ناقصة وخبرها «كيف» المتقدم عليها، وفصلت جملة «دمر الله عليهم» لأنها استئناف بياني أي: في جواب سؤال مقدر.

يقال: دمره ودمر عليه كما في المعجم هذا مع أنه يمكن أن يقال: إن دمَّر مضمن معنى سخط.

(٢) سؤال: هل يعود الضمير في «أمثالها» إلى العاقبة؟ ومن أين فهمنا أن قوله: «وللكافرين أمثالها» تهديد ووعيد للمكذبين بنبينا ÷؟

الجواب: الضمير للعاقبة، وفهم التهديد من قوله: «وللكافرين» فالمراد الكافرين بمحمد ÷ وبدينه، واللام للعهد الذكري فقبل هذه الآية: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا} ثم قال: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا}.