محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة محمد

صفحة 195 - الجزء 4

  ثمود التي يسمونها مدائن صالح، وقرى قوم لوط وقوم هود وشعيب، وقد عرفوا أن الله سبحانه وتعالى عذبهم وأهلكهم ودمرهم بسبب كفرهم وتكذيبهم وتمردهم على أنبيائهم؛ فلماذا لم يعتبروا بهم وقد عرفوا مصيرهم؟ وأين عقولهم عن كل هذا؟

  ولكن فليعلم أولئك المشركون المكذبون بالنبي ÷ أنه سيحل بهم مثل ما حل بتلك الأمم إن هم استمروا وأصروا على كفرهم وتكذيبهم بالنبي ÷.

  {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ١١} ذلك الذي ذكر من وعد الله سبحانه وتعالى بنصره للمؤمنين وتثبيت أقدامهم، وكذا ما توعد الله تعالى الكافرين به من الوعيد بسبب أن الله تعالى هو الذي ينصرهم ويثيبهم، وأما الكافرون فلن يجدوا أحداً ينصرهم أو يدفع عنهم من الله سبحانه وتعالى شيئاً، وستضيع عنهم تلك الآلهة التي كانوا يعبدونها، ولن تستطيع أن تنفعهم أو تدفع عنهم شيئاً من عذاب الله تعالى النازل بهم.

  {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} هذا وعد من الله سبحانه وتعالى بأن من آمن وصدق به ثم اجتهد بعد ذلك في أداء ما افترض الله عليه فإنه سيدخله دار كرامته في جنات النعيم.

  {وَالَّذِينَ⁣(⁣١) كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ١٢} وأما الذين كفروا فلا حظ لهم ولا نصيب في شيء من رحمة الله سبحانه وتعالى، وسيمتعهم الله تعالى في الدنيا أياماً معدودة يأكلون ويتلذذون فيها، ثم بعد ذلك سيكون مرجعهم ومصيرهم إلى نار جهنم خالدين فيها أبداً.

  {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ⁣(⁣٢) هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا


(١) سؤال: ما هي الواو هذه؟ وما سيكون الذي بعدها بالنسبة للإعراب؟

الجواب: الواو للعطف، والجملة معطوفة على جملة: «إن الله يدخل»، والذين: مبتدأ، ويتمتعون: الخبر.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: «وكأين من قرية»؟

الجواب: «كأين» خبرية بمعنى عدد كثير مبتدأ. «من قرية» تمييز الإبهام الذي تحمله «كأين» وقوله: «أهلكناهم» خبر «كأين»، أي: قرى كثيرة العدد أهلكناهم.