سورة محمد
  كان يقوله النبي ÷؛ لأن قلوبهم مغلقة(١) لا ينفذ الهدى والنور إليها، بسبب أعمال الكفر التي يعملونها في الخفاء، وآذانهم لا تعي آيات الله تعالى؛ لأن قلوبهم مليئة بالكفر والنفاق. ومعنى «آنفاً»: الساعة المتقدمة القريبة.
  وهؤلاء المنافقون كانوا كثرة في أوساط المسلمين، وكانوا يشكلون الخطر الأكبر على الإسلام والدين؛ لذلك أكثر الله سبحانه وتعالى من التحذير منهم في كثير من الآيات.
  {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧}(٢) ثم وصف الله سبحانه وتعالى المهتدين الذين قبلوا(٣) ما جاءهم به النبي ÷ من النور والهدى
(١) سؤال: فضلاً هل هذا الإغلاق بمعنى سلب الفهم والوعي أم لا؟ إن كان الأول فهل يجوز على الله فعله عقوبة لهم؟ وإن كان الثاني فهل يبقى معه من الفهم والوعي ما يصح به تكليفهم أم كيف؟ ويا حبذا لو أوردتم شيئاً من الأدلة على ما تقولون حفظكم الله وتولاكم؟
الجواب: ليس الإغلاق بمعنى سلب الفهم ولا بمعنى النقص منه بل هو بمعنى أن المنافقين كانوا يعتبرون ما يتلوه عليهم النبي ÷ من القرآن والحكمة والإرشادات باطلاً لا فائدة منه، ولا جدوى لكفرهم في الباطن بالنبي ÷ وبالقرآن ويرون أنه لا يتبع النبي إلا الأراذل وضعاف العقول فإذا حضروا مجلس النبي ÷ فإنما يحضرونه نفاقاً لا للاستماع والاستفادة فلا يلقون بالهم لما يتلو من القرآن ولا يفتحون له آذانهم؛ لعدم مبالاتهم بذلك واستحقارهم له وللنبي ÷؛ لذلك فالذي غطى على قلوبهم هو اعتقادهم لبطلان ما يقوله النبي ÷ وما يتلوه فلا يرون له قيمة ولا أهمية بل قلوبهم مكذبة مستهزئة، والعادة المعهودة عند الناس أنهم لا يفتحون آذان قلوبهم لما لا يهمهم من الكلام الباطل واللغو، ولا سيما إذا صدر من شخص يكرهونه.
(٢) سؤال: هل عطف قوله: «وآتاهم تقواهم» بمثابة العطف التفسيري أم فيه زيادة في المعنى؟
الجواب: ليس ذلك من باب العطف التفسيري بل لقوله: «وآتاهم تقواهم» معنى غير معنى «زادهم هدى» ومعنى: آتاهم تقواهم، وفقهم للعمل بما علموا.
(٣) سؤال: يقال: من أين فهمنا أنهم هؤلاء؟
الجواب: فهمنا ذلك من قوله: «اهتدوا» فإنه مطاوع «هدى» فإنه يدل على أن ثم هادياً دعاهم إلى =