محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة محمد

صفحة 205 - الجزء 4

  والنفاق وساروا في طريقه. ومعنى «أملى لهم»: مناهم في المهلة وطوَّلها لهم.

  {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ⁣(⁣١) يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ٢٦}⁣(⁣٢) ثم ذكر الله سبحانه وتعالى السبب في استيلاء الشيطان عليهم، ودخولهم في حبائله ومصائده، فذكر أنه هو ما كانوا ينقلونه إلى الكفار من الأخبار عن النبي ÷ وأصحابه، ومداهنتهم لهم وإظهار موالاتهم؛ ليسلموا شرهم فذلك هو الذي جرهم إلى الكفر والنفاق، ولكن الله سبحانه وتعالى مطلع عليهم، وعلى ما يسرونه وينقلونه وسيجازيهم بما يستحقونه.

  {فَكَيْفَ إِذَا⁣(⁣٣) تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ٢٧⁣(⁣٤) ذَلِكَ


(١) سؤال: ما موضع هذه الجملة من الإعراب؟

الجواب: الجملة في موضع نصب حال.

(٢) سؤال: هل يؤخذ من هذه الآية أنه لا يجوز طاعة المعادين لأهل الحق في شيء مما يريدونه؟ أم لا؟

الجواب: الذي يؤخذ أنه لا يجوز طاعتهم في باطل أو ما يكون فيه ضرر على مسلم.

سؤال: ما الفرق في المعنى بين قراءة حفص بكسر الهمزة «إسرارهم» وقراءة نافع بفتحها «أسرارهم»؟

الجواب: الأولى مصدر أسر، والثاني جمع سر.

(٣) سؤال: ما إعراب: «فكيف إذا»؟ وما العلة في استخدام المضارع دون الماضي في قوله: «يضربون وجوههم»؟

الجواب: التقدير: فكيف يكون حالهم، فكيف: خبر يكون المقدرة، إذا: ظرف لما مضى من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه، والجملة بعد «إذا» هي جملة الشرط والجواب محذوف، وما قبل «إذا» هو دليل الجواب أي: أن الجواب أمر عظيم مبهم، وجيء بالمضارع لاستحضار الصورة أمام أعين المخاطب.

(٤) سؤال: ظاهر الآية يقضي بوقوع الضرب من الملائكة للوجوه والأدبار حقيقة فهل هو كذلك؟ وهل تصح دليلاً على وقوع عذاب القبر على الجسد مع الروح وإن كنا لا نشاهد آثاره قياساً على عدم رؤيتنا ضربَ الملائكةِ وقت الوفاة للمنافقين ومن حيث إن الضرب =