محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة محمد

صفحة 206 - الجزء 4

  بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ⁣(⁣١) فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ٢٨}⁣(⁣٢) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن حالتهم كيف ستكون عند رؤيتهم لملائكة الموت مقبلة إليهم لنزع أرواحهم، ومن الحسرة والندم الذي سيعتريهم ذلك الوقت بسبب ما عملوا من معاصي الله سبحانه وتعالى ورسوله ÷، وفعل ما يغضبه ويوجب سخطه من نقل أسرار النبي ÷ للمشركين وبسبب كراهتهم ونفورهم عما يرضي الله تعالى من الأعمال الصالحة.

  {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ⁣(⁣٣) اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ٢٩} هل


= المنصوص عليه من جملة العذاب وهو واقعٌ عليهم من حين الوفاة؟

الجواب: الظاهر أن الضرب حقيقة ولا وجه للعدول عن الظاهر ولكن ليس في ذلك دليل على ما ذكرتم، بل الدليل قائمٌ على أن أهل المقابر أموات، وأن الله سيبعثهم يوم القيامة، وقد قدمنا في جواب سؤال حول هذا الموضوع وبينا فيه الدليل فليرجع إليه. [وذلك في سورة آل عمران على الآية (١٦٩)].

(١) سؤال: هل المراد بقوله: «رضوانه» المصدر (الحدث) أم الاسم فقط حتى جعلناه عبارة عما يرضي الله؟

الجواب: المراد برضوانه الاسم أي: ما يرضيه من الأعمال بدليل قوله: اتبعوا ما أسخط الله.

(٢) سؤال: هل تصلح هذه الآية دليلاً على إحباط الكبائر للحسنات في حق الفساق أم لا؟ مع التعليل.

الجواب: تصلح هذه الآية دليلاً على ذلك؛ لوجود السبب والعلة المنصوص عليها هنا في حق المنافقين وهي: {اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ}، فالفاسق المرتكب للكبائر أو الكبيرة قد اتبع ما يسخط الله أي: فعل ما يسخط الله، ومن شأن مرتكب الكبيرة كالزنا أن يكره ضدها وهي العفة والطهارة، ومن شأن المصر على أذية المؤمنين أن يكره البر بهم والإحسان إليهم والتواضع لهم و ... إلخ؛ لذلك فيكون الفاسق والمنافق في الإحباط سواء؛ لوجود العلة المنصوص عليها فيهم.

(٣) سؤال: ما معنى الاستفهام في هذه الآية؟ وما إعراب: «أن لن يخرج»؟