محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة محمد

صفحة 209 - الجزء 4

  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}⁣(⁣١) يا أيها الذين آمنوا لا تفعلوا كفعل المنافقين الذين يؤمنون بألسنتهم دون قلوبهم فالمؤمن حقاً يطيع الله تعالى ورسوله ÷ ويعادي عدو الله ورسوله ويسعى جهده في إعزاز الدين وإقامته.

  {وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ٣٣}⁣(⁣٢) بعصيان الله تعالى والتمرد على رسوله ÷، وأخلصوا نياتكم وإيمانكم وطاعتكم لله تعالى ورسوله.

  {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ٣٤} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن الكافرين الذين يمنعون الناس عن الذهاب إلى النبي ÷ وعن السماع منه، والذين ينصبون الحرب والعداوة لكل من آمن بالله تعالى ورسوله وماتوا وهم على ذلك بأنه لا نصيب لهم ولا حظ في شيء من رحمة الله تعالى، ولا مغفرته وليس لهم إلا عذاب النار.

  {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ⁣(⁣٣) وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ(⁣٤)


(١) سؤال: ما الوجه في التنصيص على طاعة الرسول ÷ رغم أن قد دخلت في طاعة الله؟

الجواب: الوجه هو أنه لا تتم طاعة الله إلا بطاعة رسوله ÷ ولا طريق إلى طاعة الله إلا بطاعة رسوله ÷ {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}⁣[النساء: ٨٠].

(٢) سؤال: بأي دلالة استدل أصحابنا على إحباط الكبائر للحسنات من هذه الآية؟

الجواب: استدلوا بها لأن التقدير: ولا تبطلوا أعمالكم بمعصية الله ومعصية رسوله ÷، أو: ولا تعصوا الله ورسوله فتبطل أعمالكم.

(٣) سؤال: هل جملة: «وأنتم الأعلون» حالية؟ وهل يفهم من التقييد بها جواز مهادنة الكفار ومصالحتهم عند ضعف المسلمين وعدم مكافأتهم لقوى الكفر؟ أم كيف؟

الجواب: الجملة حالية ويفهم منها جواز المصالحة مع ضعف المسلمين، وقد صالح النبي ÷ قريشاً يوم الحديبية وتحمل شروطهم الجائرة.

(٤) سؤال: فضلاً مم أخذت لفظة «يَتِرَكم»؟

الجواب: أخذت كما في الكشاف من: وترت الرجل إذا قتلت له قتيلاً، وحقيقته: أفردته من قريبه أو ماله، من الوتر وهو الفرد.