سورة الفتح
  ويعرضهم على الفوز بالنعيم الدائم، والسعادة الأبدية.
  {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ}(١) ولتتم حجته تعالى على الكافرين والمنافقين المكذبين بوعد الله وبآياته ورسله الذين ينشرون بين المسلمين التشكيك والشبه والريبة في أمر النبي ÷، غير واثقين بنصر الله تعالى وتأييده له، ويقولون إن النبي ÷ إنما يمنيهم الأماني الباطلة، ويعدهم بالوعود الكاذبة، وأنه إنما يغرر بوعوده على سفهاء الأحلام وذلك بما يعدهم من السيطرة، والاستيلاء على جميع البلاد، وفي الحقيقة أنه ÷ إنما يدعوهم إلى الهلاك والخزي.
  {عَلَيْهِمْ(٢) دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ٦}(٣) الخزي والهلاك والعاقبة المخزية هي للمنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ولهم مع ذلك غضب الله ولعنته في الدنيا وأعد لهم جهنم خالدين فيها يوم القيامة.
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «ظن السوء»؟ ومن أي باب تكون إضافة الظن إلى السوء؟
الجواب: «ظن السوء» مفعول مطلق مبين لنوع الظن وإضافة الظن إلى السوء من باب إضافة الموصوف إلى صفته. «السَّوء» بفتح السين: الذم، و «السُّوء» بضمها العذاب والهزيمة والشر ونحو ذلك.
(٢) سؤال: هل هذا إخبار عنهم أو دعاء بالدائرة السيئة؟
الجواب: الجمل كلها إخبار عما يحل بهم، وهي صالحة للدعاء لولا قوله: «وأعد لهم» فإنه خبر لا إنشاء فلو حملنا الجمل الأولى على الدعاء للزم عطف الخبر وهو «وأعد لهم» على الإنشاء، وذلك مما يمنعه أهل البيان والبلاغة.
(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب: «وساءت مصيراً»؟
الجواب: «ساءت» فعل ماض لإنشاء الذم والفاعل مستتر وجوباً. «مصيراً» تمييز يبين به نوع الفاعل.