محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الفتح

صفحة 220 - الجزء 4

  {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ⁣(⁣١) اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ١٠} فمن نقض عهده هذا ونكث بيعته فهو بذلك إنما جنى على نفسه، وعرض نفسه لسخط الله سبحانه وتعالى وغضبه، وأما من أوفى بعهده وبيعته فسينال رضا الله تعالى وجزيل ثوابه.

  {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ⁣(⁣٢) بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}⁣(⁣٣) ثم أخبر سبحانه وتعالى نبيه ÷ عن الذين تخلفوا عنه من المنافقين ولم يخرجوا معه في هذه العمرة بأنهم سوف


(١) سؤال: يقال: ما الوجه في ضم الضمير في «عليه» دون جره كما هو السائد المعروف؟

الجواب: قد يكون الوجه في ذلك هو المحافظة على تفخيم لفظ الجلالة.

(٢) سؤال: لطفاً هل لهذه الجملة محل من الإعراب؟

الجواب: يظهر أن الجملة معترضة فلا محل لها من الإعراب.

(٣) سؤال: هل عرف أن النبي ÷ حرّج على كل واحد ممن شهد الشهادتين في الخروج هنا كما في غزوة تبوك؟ أم لم يعرف إلا من ذم هؤلاء المتخلفين؟

الجواب: الذي عرف من السيرة أن النبي ÷ استنفر الناس جميعاً للخروج معه إلى مكة للعمرة بمن فيهم الأعراب الذين حول المدينة، غفار ومزينة وجهينة وأشجع وأسلم ونخع والدئل، وساق الهدي لئلا يظن به نية القتال، وكان ÷ قد رأى في المنام فتح مكة فكأنه ÷ أراد أن يحشر معه المسلمين؛ لأنه ربما تهيأ له فتح مكة، إلا أن نيته هي العمرة؛ لذلك ساق الهدي.

هذا، وذم الله تعالى للمتخلفين من الأعراب دليل على أنه ÷ أمر المسلمين جميعاً بالخروج معه للعمرة.

سؤال: هل يفهم من هذه الآية أنهم لو كانوا صادقين في شغلة أهلهم وأموالهم عن خروجهم لكانوا معذورين؟ وهل يعمل بهذا المفهوم أم لا؟

الجواب: شغلة الأموال والأهل هي شغلة عامة يشترك فيها الناس جميعاً؛ لذلك فليست عذراً في ترك الخروج، فلو كانوا صادقين في حصول شغل غير الشغل العام يعذرون به لعذرهم الله فقد عذر هنا الأعرج والأعمى والمريض.