محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الفتح

صفحة 222 - الجزء 4

  المنافقين عن الخروج مع النبي ÷ إنما هو لكونهم على الكفر⁣(⁣١)، ولم يكونوا قد ترطبوا بالإيمان كما يزعمون ويدعون، وقد أعد الله سبحانه وتعالى لهم بسبب ذلك العذاب الشديد في نار جهنم خالدين فيها أبداً.

  {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ⁣(⁣٢) لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ١٤} ملك السماوات والأرض وما بينهما لله وحده يحكم في ملكه بما شاء لا معقب لحكمه، يغفر لمن يشاء حسب⁣(⁣٣) ما تقضي به الحكمة، ويعذب من يشاء على حسب ما تقضي به الحكمة، وقد قضت حكمته بالمغفرة {لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ٨٢}⁣[طه]، وبالعذاب للكافرين والمنافقين والظالمين الذين ماتوا وهم مصرون على الكفر والنفاق والظلم.

  {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ(⁣٤)


(١) سؤال: يقال: من أين فهمنا هذا هل من إقامة الظاهر «للكافرين» مقام الضمير؟ أم من غيره؟

الجواب: فهمنا ذلك مما ذكرتم ومن قوله: {وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}.

(٢) سؤال: ما محل هذه الجملة من الإعراب؟

الجواب: لا محل لها من الإعراب؛ لأنها مستأنفة استئنافاً بيانياً.

(٣) سؤال: بأي دلالة نفهم لزوم هذا القيد هنا؟

الجواب: لزم التقييد هنا بما ذكر لقوله تعالى في آية أخرى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ٨٢}⁣[طه]، وفي قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٣٨ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٣٩}⁣[المائدة]، وقوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٥٤}⁣[الأنعام]، والآيات في هذا كثيرة.

(٤) سؤال: فضلاً ما وجه جزم هذا الفعل مفصلاً؟ وأين جواب «إذا» هنا؟ وما محل جملة: «يريدون»؟ وهل جملة: «قل لن تتبعونا» بدل من كلام الله أم ماذا؟

الجواب: «نتبعكم» مجزوم في جواب الأمر «ذرونا» وقيل: إنه في الأصل مجزوم بأداة شرط جازم =