سورة الفتح
  المنافقين عن الخروج مع النبي ÷ إنما هو لكونهم على الكفر(١)، ولم يكونوا قد ترطبوا بالإيمان كما يزعمون ويدعون، وقد أعد الله سبحانه وتعالى لهم بسبب ذلك العذاب الشديد في نار جهنم خالدين فيها أبداً.
  {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ(٢) لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ١٤} ملك السماوات والأرض وما بينهما لله وحده يحكم في ملكه بما شاء لا معقب لحكمه، يغفر لمن يشاء حسب(٣) ما تقضي به الحكمة، ويعذب من يشاء على حسب ما تقضي به الحكمة، وقد قضت حكمته بالمغفرة {لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ٨٢}[طه]، وبالعذاب للكافرين والمنافقين والظالمين الذين ماتوا وهم مصرون على الكفر والنفاق والظلم.
  {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ(٤)
(١) سؤال: يقال: من أين فهمنا هذا هل من إقامة الظاهر «للكافرين» مقام الضمير؟ أم من غيره؟
الجواب: فهمنا ذلك مما ذكرتم ومن قوله: {وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}.
(٢) سؤال: ما محل هذه الجملة من الإعراب؟
الجواب: لا محل لها من الإعراب؛ لأنها مستأنفة استئنافاً بيانياً.
(٣) سؤال: بأي دلالة نفهم لزوم هذا القيد هنا؟
الجواب: لزم التقييد هنا بما ذكر لقوله تعالى في آية أخرى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ٨٢}[طه]، وفي قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٣٨ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٣٩}[المائدة]، وقوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٥٤}[الأنعام]، والآيات في هذا كثيرة.
(٤) سؤال: فضلاً ما وجه جزم هذا الفعل مفصلاً؟ وأين جواب «إذا» هنا؟ وما محل جملة: «يريدون»؟ وهل جملة: «قل لن تتبعونا» بدل من كلام الله أم ماذا؟
الجواب: «نتبعكم» مجزوم في جواب الأمر «ذرونا» وقيل: إنه في الأصل مجزوم بأداة شرط جازم =