سورة الفتح
  يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ(١)} إذا أراد النبي ÷ أن ينطلق هو وأصحابه إلى مغانم(٢) ليأخذوها فإن المنافقين الذين تخلفوا عن الخروج معه إلى مكة يقولون للنبي ÷ وأصحابه: اسمحوا لنا بالمسير معكم، فيقول لهم النبي ÷ بأمر الله: لن تتبعونا ولن تصحبونا؛ لأن الله تعالى قد حظر خروجكم معي.
  {فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا ١٥} فسيقول المنافقون الذين منعهم النبي ÷ من الخروج معه: لقد حسدتنا يا محمد أنت وأصحابك من أن نشارككم في المغانم، ولولا الحسد لسمحتم لنا ولما منعتمونا من الخروج معكم، هكذا يكون جواب المنافقين لأنهم لم يفهموا السبب الذي حرموا لأجله من الخروج مع النبي ÷، أما المؤمنون فقد علموا أن الله منع المتخلفين من الخروج معهم لأجل أنهم عصوا النبي ÷ حين دعاهم إلى الخروج معه إلى
= وأن الأصل: إن تذرونا نتبعكم.
وجواب «إذا» محذوف لوجود ما يدل عليه وهو قوله: «سيقول المخلفون ...» أي: إذا انطلقتم فسيقول المخلفون. وجملة «يريدون» في محل نصب حال من مفعول «ذرونا»، وجملة «قل لن تتبعونا» مستأنفة استئنافاً بيانياً كأنه قيل: فإذا سألونا فماذا نقول لهم.
(١) سؤال: ما السر في تقييد القول بكونه من قبل؟
الجواب: السر هو أن الله تعالى كان قد وعد أهل الحديبية بفتح قريب قبل فتح مكة ومغانم كثيرة في قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ١٨ وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا}[الفتح]، وسؤال المنافقين الذين تخلفوا عن الحديبية سيقولون: «ذرونا نتبعكم ...» سيكون بعد عودة أهل الحديبية من غزوتهم عندما يتوجهون إلى خيبر، والآية نزلت قبل ذلك فوعد الله سابق لسؤالهم.
(٢) سؤال: فضلاً هل عرفت هذه المغانم في أي غزوة أو خرجةٍ كانت؟
الجواب: أول غزوة تحقق فيها لهم وعد الله بالمغانم كانت بعد رجوعهم من الحديبية وهي غزوة خيبر.