محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الفتح

صفحة 225 - الجزء 4

  {فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ⁣(⁣١) اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ١٦} فإن تطيعوا نبيكم أيها المتخلفون عن الحديبية فإن الله سبحانه وتعالى سيكفر عنكم ما مضى من تخلفكم وتمردكم عن النبي ÷، وعن الخروج معه، وسيثيبكم.

  وأما إن رفضتم وتمردتم واختلقتم الأعذار كما فعلتم فيما سبق فاعلموا أن الله سبحانه وتعالى سوف ينزل بكم العذاب الشديد في الدنيا والآخرة.

  {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ⁣(⁣٢) وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} لم يحرج الله سبحانه وتعالى في القتال إلا على الأصحاء الأقوياء ذوي القدرة على القتال دون أهل الأعذار المانعة عن الكر والفر وحسن القتال.

  {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا ١٧}⁣(⁣٣) يبشر الله سبحانه وتعالى الذين يستجيبون لنداء نبيهم


(١) سؤال: هل أراد الله تعالى بهذا أن يفتح لهم المجال إلى التوبة وكما يقال: «خط رجعة»؟ أم له أيضاً حكمة أخرى فما هي؟

الجواب: أراد الله تعالى بهذا أن يبين لهم أن باب التوبة مفتوح وطريق رحمته شارعة للمذنبين إن هم تراجعوا عن غيهم وأنابوا إلى ربهم.

(٢) سؤال: قد يقال: إذا كان الأعرج يمكنه ممارسة بعض أنواع القتال فهل يجب عليه؟ أم قد سقط عنه بالكلية؟

الجواب: العرج الذي يعذر به صاحبه هو الذي يعيق عن الكر والفر وعن مصارعة الرجال ومقارعتهم، وإذا كان الأعرج كذلك فيسقط عنه القتال بالكلية ولو استطاع بعض القتال كالرمي من مترس وهو جالس أو قائم، وذلك أنه وإن استطاع ذلك فقد يرى القائد الانتقال من ذلك الموقع إلى موقع آخر لا يستطيع الأعرج أن ينتقل بخفة، أو إلى مكان وعر، أو نحو ذلك.

(٣) سؤال: يقال: ظاهر هذه الآية الوعيد على ترك الجهاد مطلقاً فكيف نجمع بينها وبين الآيات الدالة على كونه فرض كفاية نحو آية النساء: {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}⁣[النساء: ٩٥]؟

الجواب: قد يكون الجهاد فرض عين على كل رجل قادر بنفسه وماله، وذلك بدعوة النبي ÷ الجميع إلى الجهاد أو بدعوة الإمام إذا دعت الحاجة إلى تجييش الجميع، وفي هذه الآيات كان =