سورة الفتح
  المشركين وقتلهم بسيوف النبي ÷ وأصحابه شر قتلة.
  {إِذْ(١) جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ(٢)} كان هؤلاء المشركون قد استكبروا وأخذتهم الحمية والعصبية الجاهلية عندما سمعوا بقدوم محمد ÷ وأصحابه إليهم، وعزموا على منعه، ولكن إرادة الله سبحانه وتعالى كانت فوق إرادتهم، وقد أراد الله سبحانه وتعالى قهرهم وإذلالهم.
  {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ٢٦} ولما أراد الله تعالى أن يذل المشركين ويقهرهم أنزل السكينة ورباطة الجأش على قلوب المؤمنين، وزرع في أنفسهم الثبات وعدم المبالاة بالمشركين، ومنحهم الحمية على الدين، والعزم على تطهير مكة من المشركين حتى دخلوا مكة، وقهروا المشركين وأذلوهم وأخزوهم، وطهروا مكة من دنس الشرك والكفر. ومعنى: «وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها»: وفقهم للثبات والتمسك بالإيمان وشهادة الحق وكانوا أحق من غيرهم والمستأهلين لها.
  {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ(٣) فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ
(١) سؤال: فضلاً ما معنى «إذ» هذه؟ وبماذا تعلقت؟
الجواب: «إذ» ظرف لما مضى من الزمان متعلق بقوله: «لعذبنا».
(٢) سؤال: هل قوله: «في قلوبهم» متعلق بمحذوف في محل نصب مفعول ثان لـ «جعل» أم أنها ليست بمعنى الصيرورة؟ وهل «حمية الجاهلية» بدل من الحمية؟ أو ماذا؟
الجواب: الظاهر أن الجار والمجرور هو المفعول الثاني لجعل. «حمية الجاهلية» بدل أو عطف بيان.
(٣) سؤال: من فضلكم بم تعلق الجار والمجرور «بالحق»؟ وما موضع «لتدخلن»؟ وما محل جملة: «لا تخافون»؟
الجواب: «بالحق» متعلق بمحذوف حال من الرؤيا، وجملة «لتدخلن» لا محل لها جواب قسم مقدر، وجملة «لا تخافون» في محل نصب حال مقدرة من فاعل «لتدخلن».
سؤال: كيف يكون تحليقهم وتقصيرهم حالاً لدخولهم وهم لا يحلقون إلا بعد إتمام العمرة؟ =