سورة الفتح
  وغنموا الأموال الكثيرة الطائلة، وبساتين النخيل والأعناب حتى أصبحوا بعد فقرهم أغنياء، ودخل في الإسلام في فترة الصلح أفواج كثيرة، وتصديق الله لرؤيا رسوله ÷ قد وقع حقاً بدخول النبي ÷ وأصحابه مكة في عمرة القضاء.
  {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ٢٨(١) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى بأنه قد أنعم على عباده وامتن عليهم بأن أرسل إليهم محمداً ÷ ليخرجهم من ظلمات الجهل والشرك إلى نور الحق والهدى، وقد أرسله الله تعالى بهذا الدين لأنه قد أراد أن يظهره على جميع الديانات، وأن يكون هو الدين السائد المهيمن، ثم خاطب الله سبحانه وتعالى عباده بأن هذا الرسول الذي أرسله إليهم رسول صادق مرسل من عنده.
  {وَالَّذِينَ(٢) مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ(٣) رُكَّعًا سُجَّدًا
= لنسلم من الإشكالات أم لا؟
الجواب: في السير أن النبي ÷ رجع من الحديبية في ذي القعدة وأقام في المدينة بقية ذي القعدة وذي الحجة ثم خرج في المحرم سنة سبع إلى خيبر فحصل الفتح لخيبر وحسمت الحرب في خيبر بالنصر والغنائم والخير الكثير، ثم خرج في ذي القعدة لعمرة القضاء فاعتمر هو وأصحابه على حسب بنود الصلح، فكان بين فتح خيبر وعمرة القضاء تسعة أشهر تقريباً، أي: أن فتح خيبر في أول سنة سبع وعمرة القضاء في آخرها أي آخر سنة سبع فليس هناك إشكال فحصل تصديق رؤيا رسول الله ÷ بهذه العمرة فدخلوا مكة آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين، وليس المراد فتح مكة؛ لأن دخول مكة يوم الفتح قد حصل بغير إحرام.
(١) سؤال: ما الحكمة في تذييل الآية بقوله: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ٢٨}؟
الجواب: السر هو تأكيد الكلام السابق وتقريره.
(٢) سؤال: هل هذا مبتدأ خبر «أشداء»؟ وهل يصح أن نجعله معطوفاً على «محمد» وتكون أشداء خبر للجميع أم لا؟
الجواب: «محمد رسول الله» جملة، «والذين معه أشداء» جملة أخرى من مبتدأ وخبر، ولا يصح ما ذكرتم؛ لأن العطف هنا من عطف الجمل.
(٣) سؤال: فضلاً ما محل هذه الجملة من الإعراب؟ وما محل جملة «يبتغون» أيضاً؟
الجواب: جملة «تراهم» و «يبتغون» كل منهما في محل رفع خبر بعد خبر.