محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحجرات

صفحة 238 - الجزء 4

  أن يهلكا أبو بكر وعمر رفعا أصواتهما عند النبي ÷ حين قدم عليه ركب بني تميم ... إلى آخر الحديث».

  {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ⁣(⁣١) مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ٣} ثم أثنى الله سبحانه وتعالى على أهل الأدب في الكلام في حضرة النبي⁣(⁣٢) ÷، وأخبر عنهم بأنهم أهل التقوى الذين يستحقون المغفرة والأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى. ومعنى «امتحن الله قلوبهم»: علم تقوى قلوبهم وصدقها في الإخلاص لله.

  {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ⁣(⁣٣) لَا يَعْقِلُونَ ٤} وهؤلاء هم وفد بني تميم حين أقبلوا إلى النبي ÷ ونادوه بأرفع أصواتهم أن يخرج إليهم من دون أي حياء أو مراعاة لمقامه وحضرته، ونادوه أن يستعجل في الخروج فقد أقبل إليه كبارهم وشعراؤهم، فذمهم الله سبحانه وتعالى على ذلك ولامهم ووبخهم ووصفهم بأنهم أهل جفاء وسوء أدب وخفة عقل.


(١) سؤال: فضلاً ما محل هذه الجملة من الإعراب؟

الجواب: محلها الرفع خبر ثان.

(٢) سؤال: ما الذي يؤخذ من الآيات السابقة من آداب في مجالس العلماء العاملين؟

الجواب: الذي يؤخذ من ذلك عدة آداب منها:

١ - أن يترك الحاضر مجالسهم الاعتراض عليهم فيما يأمرون به أو فيما يشيرون وينصحون، وأن يترك تخطئتهم في ذلك ونحوه.

٢ - أن لا يقترح عليهم خلاف ما رأوه أو قالوه.

(٣) سؤال: هل يصح في قوله: «أكثرهم» أن يكون بدلاً من الاسم الموصول أم لا؟ ولماذا؟

الجواب: «أكثرهم لا يعقلون» جملة في محل رفع خبر «إن»، ولا تصح بدلاً؛ لأن «أكثرهم» مرفوع والموصول منصوب، ولا بد في البدل أن يكون تابعاً للمبدل منه في إعرابه.