محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحجرات

صفحة 239 - الجزء 4

  {وَلَوْ أَنَّهُمْ⁣(⁣١) صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٥} ولو صبروا وانتظروا حتى يخرج إليهم النبي ÷ لكان ذلك أفضل عند الله تعالى وعند خلقه.

  ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قد تجاوز عن ذلك ورفع عنهم المؤاخذة فيه؛ لأنهم أعراب ذوو جهل وجفاء، لم يكونوا قد عرفوا دين الإسلام ولا أخلاق المسلمين ولا تأدبوا بآدابه.

  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا⁣(⁣٢) أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ⁣(⁣٣) فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ٦}⁣(⁣٤) يعلم الله سبحانه وتعالى عباده


(١) سؤال: من فضلكم ما يكون موقع المصدر المؤول من «أن» واسمها وخبرها؟

الجواب: يكون موقعه الرفع فاعل لفعل محذوف تقديره: ثبت.

(٢) سؤال: يقال بأن الآية إنما أمرت بالتبين في خبر الفاسق لا رده، فلماذا القاعدة المتفق عليها برد خبر غير العدل والرمي به عرض الحائط؟

الجواب: رمي به عرض الحائط بدلالة هذه الآية، حيث سمى خبر الفاسق جهالة تتبعها ندامة، وما كان جهالة تتبعها ندامة فيرمى به عرض الحائط وخلفه، بل وفي مرمى الزبالة.

(٣) سؤال: ما محل: «أن تصيبوا»؟ وهل الباء سببية في قوله: «بجهالة»؟

الجواب: «أن تصيبوا» محله الجر أي: كراهة أن تصيبوا، أو النصب على نزع الخافض، والباء للملابسة، والجار والمجرور حال أي: متلبسين بجهالة.

(٤) سؤال: هل نفهم من الآية قبول خبر المستور أو الذي لم يعرف عنه الفسق أم لا؟ وهل نفهم منها جواز العمل بخبر المؤمن العدل ولو في جرح قوم والحكم بعدم عدالتهم الذي يبتني عليه معاداتهم فتنتقض قاعدة الأصحاب في قولهم: «ولا في عملي يترتب على علمي»؟ أم كيف؟

الجواب: نعم، يفهم من الآية قبول خبر المستور أو الذي لم يعرف عنه الفسق، هكذا يفيد مفهوم الصفة. ويؤخذ منها: جواز العمل بخبر المؤمن العدل في الجرح، والحكم بعدم العدالة والموالاة والمعاداة، وقول الأصحاب: «ولا في عملي يترتب على علمي» يراد به - كما يظهر لي - أنه لا يجوز تقليد المجتهد الذي يرى أن أكل القات مثلاً معصية كبيرة توجب الفسق، أو =