سورة الحجرات
  دلالة على شناعة ذلك وقبحه عند الله سبحانه وتعالى.
  {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ١٢} واجتنبوا معاصي الله تعالى من ظن السوء والتجسس والغيبة.
  ثم بعد أن أرشد الله سبحانه وتعالى عباده إلى هذه الآداب أخبرهم أنه سيغفر لهم ما مضى إن هم تابوا وتركوا ما نهاهم الله عنه.
  {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} الذكر والأنثى هما آدم وحواء، ثم بعد ذلك تكاثر نسلهما، وخرج منهما الذراري الكثيرة حتى صارت شعوباً وقبائل متفرقة، والشعب أكبر من القبيلة فهو يضم عدداً من القبائل؛ ليتم التعارف فيما بينهم، لا ليتفاخر(١) بعضهم على بعض، ويترفع بعضهم على بعض.
= قصير القامة، فيه عرجه في رجله اليسرى، وفيه إذا تحدث فأفأة؛ يدل على جواز ذلك ما نجده في كتب السير عند ذكرهم لصفات من يكتبون عنه كقولهم في ذكر الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية #: كان آدم شديد الأدمة، ونحو ذلك كذكرهم لقصر القامة، وحِدّة الطبع وهو ما نسميه في لغتنا بـ «الحَرَق»، وكذكرهم للعمى والعور و ... إلخ، ولم يستنكر ذلك عليهم على طول التأريخ، وليست العلة والسبب في ذلك إلا أنهم إنما أرادوا التعريف لا العيب والتنقيص.
٣ - ويجوز غيبة الفاسق والكافر ليحذرهم الناس.
٤ - ويجوز عند الاستشارة في رجل مثلاً لمعرفتك به فتقول لمن يريد أن يشاركه أو لمن يريد أن يزوجه أو يجاوره أو ... إلخ: هو رجل ذو أوهام يؤذي جيرانه وأهله وكذا وكذا ... إلخ، ودليل هذا هو دليل التعريف الذي ذكرناه، وفي الحديث: «المستشار مؤتمن» فلا يجوز له أن يغش الذي استشاره، وفي الحديث أن فاطمة بنت قيس استشارت النبي ÷ في ثلاثة رجال خطبوها فذكر لها النبي ÷ معائب كل واحد منهم وأشار عليها بأن ترد خطبتهم وتتزوج بغير واحد منهم وهو أسامة بن زيد.
(١) سؤال: كيف يحمل ما ورد عن النبي ÷ مثل قوله: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»؟
الجواب: قد احترز النبي ÷ بقوله: «ولا فخر» عن أنه لم يقل هذا القول ليفخر على الناس ويترفع به عليهم، وإنما قاله ليبين به مكانته التي وضعه الله فيها بين البشر؛ ليقتدوا به وليطيعوه وليوقروه و ... إلخ.