سورة الحجرات
  بكل أعمالكم، ومطلع على كل أسراركم، وسيجازيكم على ذلك.
  {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ(١) وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ١٤} أقبل قوم من الأعراب إلى النبي ÷ رافعين أصواتهم معلنين أنهم قد دخلوا في الإيمان وأصبحوا مؤمنين، فأمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يجيب عليهم أنهم لم يستحقوا اسم المؤمنين بَعْدُ؛ لأنهم(٢) لم يعرفوا حقيقة الإيمان، ولا زالوا على مراحل من هذا الاسم، ولا بد أن يعرفوا أولاً حقيقة الإيمان وشرائطه، وليقولوا: أسلمنا واستسلمنا، وانقدنا لله ورسوله، ثم يتعلمون بعد ذلك شرائع الإسلام ويعملون بها، فإذا فعلوا ذلك فقد استحقوا اسم الإيمان، وأمره أن يخبرهم أنهم إن أسلموا ثم عملوا بشرائع الإسلام وأحكامه فإن الله تعالى سيوفيهم أجور أعمالهم، وسيثيبهم عليها ولن ينقص(٣) من أجور أعمالهم شيئاً، وأن يخبرهم أنهم إن التزموا بشرائع الإسلام فإن الله تعالى سوف يتجاوز عن سيئات أعمالهم، وسيغفرها لهم.
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «ولما يدخل الإيمان»؟ وهل الواو فيها عاطفة؟
الجواب: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} الواو للحال، والجملة في محل نصب حال من فاعل «تؤمنوا».
(٢) سؤال: لطفاً من أين ظهر لنا أن هذا هو السبب في عدم استحقاقهم للإيمان أو أن تعلمهم شرائع الإسلام شرط في استحقاقهم لهذا الاسم؟
الجواب: ظهر ذلك من قوله تعالى: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} فإنه يدل على أن الإيمان لم يدخل في قلوبهم حينذاك.
(٣) سؤال: مم اشتقت كلمة «يلتكم» حتى صارت بمعنى: «ينقصكم»؟
الجواب: كلمة «يلتكم» مشتقة من: «لاته يليته» كباعه يبيعه، وقيل: هو من: «ولته يلته» كوعده يعده، وهي بمعنى: ينقصكم ويظلمكم، وقرئ: «لا يألتكم» وهي لغة غطفان وأسد، والمعنى واحد.