سورة ق
  اليباس كذلك سيحيي الموتى، وأمرهم أن يقيسوا حياتهم بعد موتهم على حياة الأرض بعد موتها.
  {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ(١) وَثَمُودُ ١٢ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ١٣ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ(٢) كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ(٣) فَحَقَّ وَعِيدِ ١٤} يخاطب الله تعالى نبيه ÷ بأن لا يكْبُر عليه تكذيب قومه واستهزاؤهم به، فتلك الأمم الماضية قد كذبت جميعاً بأنبيائها، وقد استحقوا نزول عذاب الله وسخطه عليهم بسبب تكذيبهم وتمردهم، وقد أهلكهم الله سبحانه وتعالى ودمرهم، فكذلك قومك يا محمد، فشأنهم كشأن أولئك القوم سواء.
  {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ١٥} ثم رجع الله
(١) سؤال: ما زال الإشكال حاصلاً عندنا في أصحاب الرس من هم؟ ولماذا سموا بهذا الاسم؟ وما حقيقة خبرهم؟
الجواب: ذكر أصحاب الرس هنا بعد ذكر نوح #، وذكروا في سورة الفرقان بعد ذكر نوح وعاد وثمود، ولم يذكر الله تعالى في القرآن نبيهم الذي أرسل إليهم وإنما قال هنا: {كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ} وفي الفرقان: {وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا ٣٩}، ولم يرد عنهم في القرآن غير هذا، وفي التفسير حكايات عن هذا الاسم «الرس» وعن أصحاب الرس وعن خبرهم بقيل وقيل و ... إلخ؛ لذلك فإن سائر أخبارهم لا زالت مجهولة، والمتحقق من خبرهم هو ما حكاه الله تعالى هنا وفي الفرقان من أن الله تعالى أرسل إليهم رسولاً فكذبوه فأهلكهم الله وتبرهم تتبيراً.
(٢) سؤال: هل المراد بتبع أسعد الكامل؟ وما شأنه وخبره؟
الجواب: «تبع» اسم عام لكل من أجلسوه على كرسي الملك في اليمن كما أن «فرعون» اسم لكل من ملك سلطان مصر، وأشهر ملوك اليمن هو أسعد الكامل، وليس هناك خبر موثوق به أن تبعاً المذكور هنا هو أسعد الكامل.
(٣) سؤال: فضلاً ما السر في فصل «كل كذب الرسل» عن سابقتها؟
الجواب: فصلت لأنها بمنزلة البيان أو البدل من الجملة الأولى.