محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة ق

صفحة 259 - الجزء 4

  إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ⁣(⁣١) ١٨} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قد وكل بكل امرئ ملكين يراقبانه، ويحصيان عليه جميع أقواله وأعماله، وهما حاضران عنده لا يفارقانه، لا يتكلم بكلمة إلا كتباها ولا يعمل عملاً صغيراً كان أو كبيراً إلا سجلاه.

  {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ١٩} عندما تحضر ملائكة الموت لانتزاع أرواح الكافرين⁣(⁣٢) سيعلمون حقيقة ما كانوا ينكرونه، وسينكشف لهم حينئذ الغطاء فحينئذ يعلمون العلم اليقين الضروري الذي لا شك معه ولا ريبة أن ما وعدهم الله حق وصدق، وأن الله على كل شيء قدير.

  {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ٢٠ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ٢١ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ٢٢}⁣(⁣٣) ثم أخبر الله تعالى عن يوم الوعيد الذي ينكرونه ويكذبون به بأنه يوم ينفخ الله في صورهم الروح فيحييهم من جديد، فيأتي كل واحد إلى أرض المحشر والحساب والجزاء ومعه


=

الجواب: «إذ» منصوبة بـ «اذكر» محذوفاً أو بـ {أَقْرَبُ}، وهي بمعنى «حين» أو «وقت». «عن اليمين وعن الشمال قعيد» في محل نصب حال من المتلقيان.

(١) سؤال: فضلاً ما محل جملة: «لديه رقيب عتيد»؟ ومم أخذت لفظة «عتيد»؟

الجواب: «لديه رقيب عتيد» في محل نصب من فاعل «يلفظ». «عتيد» صفة مشبهة (فعيل) بمعنى (فاعل)، وهو مأخوذ من: عَتُدَ بوزن كَرُمَ يعتُد بوزن يكرُم بضم الراء، وعتيد بمعنى: حاضر.

(٢) سؤال: يقال: هل هذه خاصة بالكافرين؟ فما وجه خصوصها؟ أم يدخل فيها المسلمون؟

الجواب: الخطاب في هذه الآية للكافر المنكر للبعث، فإنها إذا جاءت الكافر سكرة الموت علم عندها أن وعد الله حق، أما المؤمن فإنه مؤمن بوعد الله فتأتيه سكرة الموت وهو موقن بما تأتي به من الحق.

(٣) سؤال: هل هذا على حقيقته أم مجاز؟ وما نوعه؟

الجواب: «حديد» صفة مشبهة من حددت السكين باب ضرب، وهو استعارة مبنية على التشبيه استعار حد السكين لنفوذ البصر ومضيه في المرئيات كمضي السكين ونفوذه في قطع اللحم ونحوه.