محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة ق

صفحة 260 - الجزء 4

  سائق يسوقه وشهيد يشهد عليه بما عمل، فعندها سيصدقون بما كانوا ينكرونه ويشككون فيه من الحق⁣(⁣١) والقرآن الذي جاءهم به نبيهم ÷، وسيعلمونه العلم الضروري الذي لا ينتفي بشك ولا شبهة بعد أن كان النبي ÷ يريهم إياه في الدنيا فيتعامون عنه ويعرضون عن تصديقه.

  {وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ⁣(⁣٢) عَتِيدٌ ٢٣ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ٢٤ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ٢٥ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ٢٦} ثم أخبر الله تعالى عن القرين الذي يغوي صاحبه ويصده عن الهدى بأنه سيتكلم يوم القيامة عند الله تعالى بأن هذا يا رب قريني⁣(⁣٣) الذي كنت أغويه في الدنيا وأضله، فعندها سيأمر الله سبحانه وتعالى ملائكة العذاب بسوقهم جميعاً إلى جهنم جزاء على كفرهم وتمردهم.

  وقوله: «ألقيا» - بلفظ التثنية - فإن المراد به الواحد إذ تستعمل العرب ذلك كثيراً. والمناع: هو الذي يبخل بما أعطاه الله سبحانه وتعالى من النعم ولا يخرج زكاة أمواله. ومعتد: صفة للكفار أيضاً يعني أن طبيعته العدوان على الناس. والمريب: هو الذي يكثر التشكيك في آيات الله تعالى، ومن صفته أيضاً أنه اتخذ له إلهاً يعبده من دون الله تعالى.


(١) سؤال: من أين فهمنا هذا؟

الجواب: من قوله: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} وسبب الغفلة هو الكفر بيوم الوعيد والشك في صدقه.

(٢) سؤال: فضلاً ما محل الظرف هذا؟

الجواب: محله النصب متعلق بـ «استقر» محذوفاً صلة الموصول.

(٣) سؤال: هل يمكن أن يحمل على أنها شكاية بالمغوي (اسم الفاعل) ممن تابعه ليقابل رده بقوله: «ربنا ما أطغيته»؟ أم ترونه مخالفاً للصواب؟

الجواب: القرين هو الذي يغوي صاحبه في هذه الآية وفي التي قبلها.