سورة ق
  سائق يسوقه وشهيد يشهد عليه بما عمل، فعندها سيصدقون بما كانوا ينكرونه ويشككون فيه من الحق(١) والقرآن الذي جاءهم به نبيهم ÷، وسيعلمونه العلم الضروري الذي لا ينتفي بشك ولا شبهة بعد أن كان النبي ÷ يريهم إياه في الدنيا فيتعامون عنه ويعرضون عن تصديقه.
  {وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ(٢) عَتِيدٌ ٢٣ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ٢٤ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ٢٥ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ٢٦} ثم أخبر الله تعالى عن القرين الذي يغوي صاحبه ويصده عن الهدى بأنه سيتكلم يوم القيامة عند الله تعالى بأن هذا يا رب قريني(٣) الذي كنت أغويه في الدنيا وأضله، فعندها سيأمر الله سبحانه وتعالى ملائكة العذاب بسوقهم جميعاً إلى جهنم جزاء على كفرهم وتمردهم.
  وقوله: «ألقيا» - بلفظ التثنية - فإن المراد به الواحد إذ تستعمل العرب ذلك كثيراً. والمناع: هو الذي يبخل بما أعطاه الله سبحانه وتعالى من النعم ولا يخرج زكاة أمواله. ومعتد: صفة للكفار أيضاً يعني أن طبيعته العدوان على الناس. والمريب: هو الذي يكثر التشكيك في آيات الله تعالى، ومن صفته أيضاً أنه اتخذ له إلهاً يعبده من دون الله تعالى.
(١) سؤال: من أين فهمنا هذا؟
الجواب: من قوله: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} وسبب الغفلة هو الكفر بيوم الوعيد والشك في صدقه.
(٢) سؤال: فضلاً ما محل الظرف هذا؟
الجواب: محله النصب متعلق بـ «استقر» محذوفاً صلة الموصول.
(٣) سؤال: هل يمكن أن يحمل على أنها شكاية بالمغوي (اسم الفاعل) ممن تابعه ليقابل رده بقوله: «ربنا ما أطغيته»؟ أم ترونه مخالفاً للصواب؟
الجواب: القرين هو الذي يغوي صاحبه في هذه الآية وفي التي قبلها.