محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة ق

صفحة 261 - الجزء 4

  {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ٢٧} وذلك عندما يلقي التابع اللوم على متبوعه، والقرين على قرينه، فعند ذلك سيجيب ذلك القرين والمتبوع بأنه الذي استجاب لهوى نفسه، وأنه الذي تسبب في ضلال نفسه وإغوائها عن الحق، وأن نفسه هي التي مالت به، وجرته إلى الضلال.

  {قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ⁣(⁣١) إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ٢٨ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٢٩} فيرد الله سبحانه وتعالى عليهم بأنه لا ينفعهم الجدال والتخاصم عنده، فقد سبق أن حذرهم وأنذرهم على ألسنة رسله وأنبيائه، وقد أبلغهم الحجة، ولم يبق لهم مجال اليوم إلا دخول جهنم؛ لأن هذا هو ما كان قد وعدهم به ولا خلف لوعده وقوله ولا تبديل.

  {يَوْمَ⁣(⁣٢) نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ٣٠} ويذكِّرهم اللهُ سبحانه وتعالى أيضاً يوم القيامة حين تلقي بهم زبانية العذاب في نار جهنم - عظمَ جهنم وسعتها وسعيرها، وشدة حنقها على المجرمين، وطلبها للمزيد.

  {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ٣١ هَذَا مَا تُوعَدُونَ⁣(⁣٣) لِكُلِّ أَوَّابٍ


(١) سؤال: لطفاً هل هذه الجملة حالية أم ماذا؟ وما محل جملة: «ما يبدل القول لدي»؟

الجواب: الجملة حالية، وجملة «ما يبدل القول لدي ..» مستأنفة للتعليل.

(٢) سؤال: ما هو العامل في هذا الظرف؟ وهل المقاولة بين الباري وجهنم على حقيقتها أم مجازية؟ ومن أي أنواع المجاز؟

الجواب: العامل في «يوم» هو «اذكر» محذوفاً أو {بِظَلَّامٍ}، والظاهر أن المقاولة مجازية وليست حقيقية أي: أنها مقاولة بلسان الحال وليست بلسان المقال فهي جارية مجرى المثل المبني على التشبيه المركب أي: أنها من باب الاستعارة.

(٣) سؤال: من فضلكم ما إعراب «غير بعيد»؟ وهل جملة «هذا ما توعدون» مقول لقول محذوف؟ فلم استعمل المضارع «توعدون» ولم يستعمل الماضي؟ وهل يصح حملها على ابتداء كلام جديد جواباً على سؤال مقدر أم لا؟

الجواب: «غير بعيد» ظرف؛ لأن المراد: مكاناً غير بعيد، ويجوز أن يكون حالاً من الجنة، «هذا ما توعدون ..» جملة معترضة بين البدل والمبدل منه «لكل أواب ..» فإنه بدل من «للمتقين ..» فلا محل لها من الإعراب.