سورة ق
  حَفِيظٍ ٣٢ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ٣٣}(١) في ذلك اليوم سوف تقرب الجنة للمتقين حتى يروها ماثلةً أمام أعينهم، فيخبرهم الله سبحانه وتعالى عندما يرونها بأن هذه هي الجنة التي كان يعدهم الله بها في الدنيا، ويخبرهم أنها دار المتقين الذين كانوا يكثرون من الإنابة والرجوع إليه والذين يتحفظون من الوقوع في معاصي الله سبحانه وتعالى وما يوجب غضبه وسخطه، والذين كانوا يخافونه ويخافون عذابه، ويؤمنون بلقاء الله تعالى وباليوم الآخر على الرغم من عدم رؤيتهم ومشاهدتهم له، بل آمنوا تصديقاً منهم لأنبيائه ورسله À.
  {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ(٢) ٣٤ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ٣٥} تقول(٣) لهم الملائكة: ادخلوا الجنة سالمين آمنين من كل شر وسوء ومكروه، وستسلم عليهم الملائكة وتبشرهم بالخلود في النعيم الدائم، وستخبرهم بأن ما يتمنونه سوف يجدونه ماثلاً بين أيديهم من دون أي تعب أو مشقة، وتخبرهم بأن الله سبحانه وتعالى سوف يزيدهم على ما يشتهونه نعماً أخرى يمتعهم بها ليست
(١) سؤال: هل في قوله: «وجاء بقلب منيب» تكرير لقوله: «أواب» أم فيها زيادة فما هي؟
الجواب: في ذلك زيادة هي: بيان أن الوعد الجميل لمن مات وهو تائب راجع إلى الله، وهذا المعنى ليس موجوداً في أواب.
(٢) سؤال: فضلاً ما معنى الباء في قوله: «بسلام»؟ ولم فصلت الجملة «ذلك يوم الخلود» عن سابقتها؟ وما الوجه في فصل ما بعدها أيضاً؟
الجواب: معنى الباء المصاحبة والملابسة أي: ادخلوها حال كونكم متلبسين بسلام ومصاحبين له. وفصلت «ذلك يوم الخلود» عن سابقتها لاختلافهما إنشاءً وخبراً فبينهما كمال الانقطاع. «لهم ما يشاءون» في محل نصب حال من فاعل ادخلوها، وفيها التفات من الخطاب إلى الغيبة، ويجوز أن تكون مستأنفة فلا محل لها من الإعراب.
(٣) سؤال: لِمَ لم نجعله تابعاً لمقول الله السابق «هذا ما توعدون»؟
الجواب: لأنه تعالى يقول لأهل النار قولاً، ويقول لأهل الجنة قولاً غير متصل بقوله لأهل النار.