سورة ق
  ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لا يتذكر بذلك إلا أهل(١) العقول الذين يصغون إلى الذكرى بأسماعهم، ويفتحون لها آذان قلوبهم ولا يغفلون عنها.
  {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ٣٨}(٢) يُطْلِعُ الله سبحانه وتعالى المشركين على عظيم قدرته وخلقه، كيف خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام من دون أن يلحقه أي تعب أو نصب أو مشقة في ذلك، إذاً فهو قادر على خلقهم وإحيائهم مرة أخرى، وقادر على أخذهم وتعذيبهم من دون أن يعجزوه أو يهربوا أو يفروا من قبضته وقدرته.
  {فَاصْبِرْ(٣) عَلَى مَا يَقُولُونَ} بعد أن أخبر الله تعالى نبيه ÷ بما جرى على تلك الأمم المكذبة، وما لاقى الأنبياء قبله منهم من التكذيب والاستهزاء أمره أن يصبر على ما يلاقيه من قومه من التكذيب والاستهزاء، وأن يمضي في تبليغ دعوته وما أمر به، غير مبال بشركهم وباطلهم.
  {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ(٤) رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ٣٩ وَمِنَ اللَّيْلِ
(١) سؤال: قد يقال: فما فائدة العطف لإلقاء السمع بـ «أو» مع أنه بمعنى ما قبلها؟
الجواب: جاء العطف بـ «أو» ليدل على أن الذكرى واضحة بل في غاية الوضوح لا تحتاج كثير فكر، بل يكفي سماعها أي: أن الذكرى واضحة لمن كان له عقل ولو قل أو لمن فتح سمعه وأصغى، فجاءت «أو» للترقي من الأعلى إلى الأدنى كأنه قال: أو على الأقل فتح أذنه وأصغى.
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: «من لغوب»؟
الجواب: «لغوب» فاعل مرفوع محلاً مجرور لفظاً بـ «من» الزائدة لتأكيد النفي.
(٣) سؤال: ما معنى الفاء هنا؟
الجواب: هي الفصيحة أي: أنها سببية رابطة.
(٤) سؤال: ما معنى الباء هنا؟ وما هو المعطوف في قوله: «ومن الليل» فلم يظهر لنا، مع أن المعطوف عليه «قبل طلوع»؟
الجواب: معنى الباء هنا التلبس والمصاحبة أي: فسبح الله حال كونك متلبساً بحمده ومصاحباً له. =