محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة ق

صفحة 266 - الجزء 4

  ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ٤٢} وانتظر⁣(⁣١) يا محمد بقومك يوم القيامة عندما ينادي بهم منادي الرحمن للبعث والحساب الذي كانوا ينكرونه، وذلك عندما يخلق الله سبحانه وتعالى صيحة تخرجهم أحياءً من قبورهم.

  {إِنَّا نَحْنُ⁣(⁣٢) نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ ٤٣ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ٤٤} ثم أكد الله سبحانه وتعالى للمشركين بأنه هو الذي بيده حياتهم وموتهم، ثم بعد ذلك بعثهم ونشورهم، وذلك يوم تتشقق الأرض فيخرجون من جوفها مسرعين إلى إجابة داعي الرحمن للحساب.

  {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه أعلم بكل ما يقولون من التكذيب والهزء والسخرية بدعوته، وسيجازيهم على ذلك، وذلك أن النبي ÷ كان قد امتلأ غيظاً من قومه عندما لم ير منهم أي استجابة له أو قبول، وإنما كانوا يقابلونه بالسب والسخط والأذى والاستهزاء والاحتقار، فأنزل الله تعالى عليه هذه الآية ليخفف من غيظه ذلك، ويخبره أنه سينتصف لدينه


(١) سؤال: من أي ناحية كانت بمعنى «انتظر»؟ وهل يمكن أن نستدل من قوله: «الصيحة بالحق» على أن النفخ في الصور في آلة لا بمعنى النفخ في الصُّوَر جمع صورة أم لا؟ ولماذا؟

الجواب: حصل ذلك المعنى «انتظر» من مجموع «استمع» و «يوم ينادي المنادي» وذلك من حيث أن المأمور باستماعه أمر مستقبل لم يحصل وقت الأمر فيكون المعنى حينئذ توقع سماع ذلك وانتظره، والظاهر هنا وفي قوله: {النَّاقُورِ ٨}⁣[المدثر]، دليل على حصول صوت مسموع، والخلاف هنا واسع لا يترتب عليه ما يخل بالإيمان.

(٢) سؤال: ما عمل هذا الضمير؟

الجواب: عمل هذا الضمير عمل معنوي فهو يفيد:

١ - أن ما بعده خبر لا صفة.

٢ - اختصاص المبتدأ بالخبر أي: القصر والحصر.

٣ - تأكيد إسناد المبتدأ إلى الخبر.