سورة الذاريات
  {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ(١) ١٢ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ١٣}(٢) وأنهم يسألون النبي ÷ سؤال تهكم واستهزاء وسخرية عن موعد يوم الدين والبعث والحساب، فأمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يجيبهم بأن يوم الدين الذي يكذبون به هو ذلك اليوم الذي سيعرضهم الله سبحانه وتعالى فيه على نار جهنم ثم يعذبهم فيها. ومعنى «يفتنون»: يعذبون.
  {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ١٤} وسيقول(٣) لهم في ذلك اليوم: ذوقوا العذاب الذي كنتم تكذبون به، وتستعجلون نزوله وحلوله في الدنيا.
  {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ١٥ آخِذِينَ(٤) مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ١٦ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ١٧ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ١٨ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ١٩}(٥) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن حال
(١) سؤال: تكرماً ما يكون محل جملة «يسألون» من الإعراب؟ وما إعراب: «أيان يوم الدين»؟
الجواب: جملة «يسألون» في محل نصب حال من «الخراصون». «أيان» خبر مقدم متعلق بمحذوف. «يوم الدين» مبتدأ مؤخر والجملة في محل نصب مفعول به لفعل السؤال المعلق بالاستفهام.
(٢) سؤال: ما محل هذه الجملة «يفتنون»؟ ومامحل الجار والمجرور «على النار»؟ وهل «على» فيه على بابها أم لها معنى آخر فما هو؟
الجواب: «يفتنون» في محل رفع خبر «هم». «على النار» متعلق بـ «يفتنون»، و «على» على بابها الذي هو الاستعلاء أي: يعذبون فوق جمر جهنم.
(٣) سؤال: على هذا فقوله: «ذوقوا فتنتكم» مقول لقول محذوف؟ فهل قوله: «هذا الذي كنتم ... إلخ» مقول آخر فما وجه فصله؟ أم أنه تابع لما قبله فما وجه تذكير «هذا»؟
الجواب: الكل مقول لقول محذوف، وفصلت الجملة الثانية عن الأولى لتخالفهما إنشاءً وخبراً، وذكَّر «هذا» لأن المشار إليه هو العذاب المسبب عن الفتنة، فالفتنة وقعت هنا مجازاً مرسلاً.
(٤) سؤال: فضلاً أين صاحب الحال هذا؟
الجواب: هو الضمير المرفوع المستقر في الجار والمجرور.
(٥) سؤال: هل قوله: «كانوا قليلاً ..» بدل من «كانوا قبل ذلك محسنين»؟ وما إعراب «قليلاً من الليل ما يهجعون»؟ وبماذا تعلق الجار والمجرور «بالأسحار»؟ وعلام عطفت جملة «وفي أموالهم ... إلخ»؟
=