سورة الذاريات
  أن يذكر لقومه قصة إبراهيم # مع ضيوفه عندما أقبلوا عليه من السماء بالسلام، وكانوا من الملائكة، فسلم عليهم واستنكر في نفسه من هيئتهم التي رآهم عليها.
  {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ٢٦ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ(١) أَلَا تَأْكُلُونَ ٢٧ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ(٢) بِغُلَامٍ عَلِيمٍ(٣) ٢٨ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ(٤) وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ٢٩ قَالُوا كَذَلِكَ(٥) قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ٣٠} يعني مال بخفية وخلسة إلى أهله - وهذه عادة الكرام مع ضيوفهم - فأقبل عليهم بعجل قد ذبحه وطبخه، فلما رآهم لا يأكلون استنكر وداخله الخوف فقد عرف(٦) أنهم من الملائكة، وأنهم لا ينزلون إلا لأمر عظيم،
(١) سؤال: ما الوجه في فصلها عن سابقتها؟
الجواب: فصلت لأنها استئناف بياني أي: في جواب سؤال مقدر.
(٢) سؤال: فضلاً علام عطف قوله: «وبشروه ...»؟
الجواب: «وبشروه» في محل نصب حال، والواو للربط وليست للعطف.
(٣) سؤال: ما هو التحقيق في الغلام المبشر به هل إسماعيل أم إسحاق؟
الجواب: الغلام المبشر به هنا هو إسحاق بدليل ما جاء في سورة هود: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ٧١}، والذي في الصافات: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ١٠١ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ...}، هو إسماعيل #.
(٤) سؤال: هل يؤخذ من القصة جواز لطم الوجه عند حصول نعمة أو التبشير بنعمة؟ وإذا كان فهل نسخ ذلك في شريعتنا؟
الجواب: صكت وجهها صكاً خفيفاً غير مؤلم، تفعله النساء عند سماعهن لما فيه غرابة وسرور وليس ذلك مما نهي عنه في شريعتنا.
(٥) سؤال: هل قوله «عجوز» خبر لمبتدأ محذوف؟ وما إعمال «كذلك»؟
الجواب: «عجوز» خبر لمبتدأ محذوف أي: أنا عجوز عقيم. «كذلك» خبر لمبتدأ محذوف، أي: الأمر كذلك الذي سمعت.
(٦) سؤال: قد يقال: من أين فهمنا هذا؟
الجواب: فهم ذلك من عدم أكلهم.