محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الذاريات

صفحة 273 - الجزء 4

  أن يذكر لقومه قصة إبراهيم # مع ضيوفه عندما أقبلوا عليه من السماء بالسلام، وكانوا من الملائكة، فسلم عليهم واستنكر في نفسه من هيئتهم التي رآهم عليها.

  {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ٢٦ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ⁣(⁣١) أَلَا تَأْكُلُونَ ٢٧ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ⁣(⁣٢) بِغُلَامٍ عَلِيمٍ⁣(⁣٣) ٢٨ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ⁣(⁣٤) وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ٢٩ قَالُوا كَذَلِكَ⁣(⁣٥) قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ٣٠} يعني مال بخفية وخلسة إلى أهله - وهذه عادة الكرام مع ضيوفهم - فأقبل عليهم بعجل قد ذبحه وطبخه، فلما رآهم لا يأكلون استنكر وداخله الخوف فقد عرف⁣(⁣٦) أنهم من الملائكة، وأنهم لا ينزلون إلا لأمر عظيم،


(١) سؤال: ما الوجه في فصلها عن سابقتها؟

الجواب: فصلت لأنها استئناف بياني أي: في جواب سؤال مقدر.

(٢) سؤال: فضلاً علام عطف قوله: «وبشروه ...»؟

الجواب: «وبشروه» في محل نصب حال، والواو للربط وليست للعطف.

(٣) سؤال: ما هو التحقيق في الغلام المبشر به هل إسماعيل أم إسحاق؟

الجواب: الغلام المبشر به هنا هو إسحاق بدليل ما جاء في سورة هود: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ٧١}، والذي في الصافات: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ١٠١ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ...}، هو إسماعيل #.

(٤) سؤال: هل يؤخذ من القصة جواز لطم الوجه عند حصول نعمة أو التبشير بنعمة؟ وإذا كان فهل نسخ ذلك في شريعتنا؟

الجواب: صكت وجهها صكاً خفيفاً غير مؤلم، تفعله النساء عند سماعهن لما فيه غرابة وسرور وليس ذلك مما نهي عنه في شريعتنا.

(٥) سؤال: هل قوله «عجوز» خبر لمبتدأ محذوف؟ وما إعمال «كذلك»؟

الجواب: «عجوز» خبر لمبتدأ محذوف أي: أنا عجوز عقيم. «كذلك» خبر لمبتدأ محذوف، أي: الأمر كذلك الذي سمعت.

(٦) سؤال: قد يقال: من أين فهمنا هذا؟

الجواب: فهم ذلك من عدم أكلهم.