محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الذاريات

صفحة 277 - الجزء 4

  يقدروا أن يدفعوا عن أنفسهم شيئاً من ذلك العذاب النازل بهم⁣(⁣١).

  وقوله: {وَهُمْ يَنْظُرُونَ} يعني: أنها نزلت عليهم في وضح النهار وهم يرونها ويشاهدونها نازلة بهم.

  {وَقَوْمَ نُوحٍ⁣(⁣٢) مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ٤٦} وذكر الله تعالى ما جرى على قوم نوح قبل أولئك القوم من العذاب والهلاك بسبب كفرهم وتكذيبهم بنبيهم.

  {(⁣٣) وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ٤٧} ذكر الله تعالى عظيم آيته في السماء حيث بناها سبحانه وتعالى وأحكم بناءها بقوته وقدرته، فالأيدي: كناية عن القوة والقدرة. ومعنى «موسعون⁣(⁣٤)»: أن ملكه واسع ولا نهاية له.

  {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ٤٨} والأرض مهدها لهم وأصلحها


= «صعقتهم» بمعنى: ماتوا بالصاعقة؟

الجواب: «صاعقة» مفرد صواعق، والفعل منها «صعقتهم» بمعنى: ماتوا بالصاعقة، والصاعقة هي التي تزامن المطر.

(١) سؤال: هل صح لكم ما يذكر عن صالح # أنه جعل لقومه علامة لهلاكهم في اليوم الأول من الثلاثة الأيام وأخرى في اليوم الثاني وثالثة في اليوم الثالث أم لا؟

الجواب: الصحيح هو ما ورد ذكره في القرآن وهو قوله تعالى حكاية عن صالح # في سورة هود: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ٦٥}⁣[هود].

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: «وقوم نوح»؟

الجواب: «قوم نوح» منصوب بفعل محذوف أي: أهلكنا قوم نوح.

(٣) سؤال: يا حبذا لو أعربتم «والسماء بنيناها بأيدٍ»؟

الجواب: «السماء» مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده أي: وبنينا السماء. «بنيناها» جملة لا محل لها من الإعراب مفسرة. «بأيد» جار ومجرور متعلق بالفعل الذي قبله.

(٤) سؤال: هل يصح تقييده بكون الإيساع في السماء بقرينة السياق؟ فإذا صح هذا فينتج أن السماء لا تزال في زيادة وتوسع؟

الجواب: يصح ذلك أي: وإنا لموسعون في السماء بقرينة السياق كما ذكرتم، وقد يكون هذا التفسير أولى مما ذكرنا؛ لأن «موسعون» مأخوذ من أوسع والتفسير الذي ذكرنا هو تفسير لـ «واسع» المأخوذ من الثلاثي «وسع».