سورة الطور
  الله تعالى سوف يهلكهم ويدمرهم.
  {أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ٤٣} أم أن سبب إصرارهم على شركهم أن لهم إلهاً غير الله تعالى يدعوهم إليه وإلى عبادته، تعالى الله وتقدس وتنزه عن الشريك في الإلهية والربوبية.
  {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ٤٤} ومن شدة عنادهم وتمردهم أنهم ينكرون حتى الأمور الضرورية، وقد بلغ بهم عنادهم أنهم لو رأوا قطعة(١) من السماء نازلة بالعذاب عليهم لما ارتدعوا عن كفرهم وشركهم ولأنكروا ذلك الذي يرونه نازلاً بهم، ولقالوا: إنما هو سحاب مركوم.
  {فَذَرْهُمْ(٢) حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ ٤٥}(٣) فاتركهم يا محمد يخوضوا في باطلهم وشركهم وضلالهم - فقد علم الله تعالى أنهم لن يتعظوا ولن يتذكروا بما تأتيهم به من الآيات - حتى يأتيهم الله تعالى بعذابه.
  {يَوْمَ(٤) لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ٤٦} فإذا نزل بهم
(١) سؤال: إذا كان الكسف بمعنى القطعة فلم ذكر صفته «ساقطاً»؟
الجواب: ذكر «ساقطاً» لأن لفظ «كسف» مذكر فروعي اللفظ.
(٢) سؤال: ما معنى الفاء هنا؟
الجواب: الفاء هي الفصيحة أي: إن لم يستجيبوا فذرهم.
(٣) سؤال: هل المراد باليوم الذي يصعقون فيه يوم القيامة فكيف صعوقهم فيه؟ أم المراد يوم بدر كما قال بعضهم؟ فما هي الصعقة التي حلت عليهم فيه؟
الجواب: صعوقهم يوم القيامة هو موتهم بسبب يشبه الصواعق أي: يشبه أعظم ما عرفوه من أسباب الهلاك، والصعقة التي حلت بهم في يوم بدر هي قتلهم بسيوف المسلمين، وشبه ذلك بالصواعق لحلولها بهم بغتة وفعلها فيهم مثل ما تفعله الصواعق.
(٤) سؤال: ما هو العامل في «يوم» النصب؟
الجواب: «يوم ...» هو بدل من: {يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ ٤٥} والعامل في البدل هو العامل في المبدل منه.