سورة النجم
  وحده، وكذلك الموت والحياة بيده تعالى وحده، فالخليق به أن يحذر ربه وأن يرجع عما استساغه وما تدعو إليه نفسه، وأن يجعل أكبر همه في طاعة ربه وفعل ما يرضيه.
  {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ٤٥ مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ٤٦ وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى ٤٧} لا زال الله سبحانه وتعالى يعاتب ذلك الذي منع صدقة ماله تصديقاً لما عرضه عليه ذلك المشرك، ألم يعلم أن ربه سبحانه هو الخالق وحده للذكور والإناث من ذلك الماء المهين الذي يراق في رحم المرأة أن البعث والحساب أمر معلوم وحتم محتوم؟ فلا بد أن يبعث تعالى جميع الخلائق إليه يوم القيامة.
  {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ٤٨}(١) أولم يعلم أيضاً أن الأرزاق بيد الله تعالى؟ وأنه الذي يفتح أبواب الرزق على عباده؟ وأنه الذي يعطيهم الأموال؟ وأنه الذي سهل لهم سبيل ادخارها واقتنائها لوقت حاجتهم وفاقتهم؟
  {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى ٤٩} أولم يعلم أولئك المشركون(٢) أن الله تعالى هو الذي خلق الشعرى(٣) التي يعبدونها من دونه، فلماذا لا يرجعون إلى عبادته ويتركون المعبودات التي لا تنفعهم ولا تضرهم؟
= الضحك والبكاء من فعل الإنسان واختياره؟
الجواب: المراد أن الله تعالى هو الذي خلق طبيعة الضحك والبكاء في الإنسان أي: طبعه على السرور والضحك عند حصول أسباب ذلك وعلى الحزن والبكاء عند حدوث أسبابه.
(١) سؤال: فضلاً مم أخذت كلمة «أقنى»؟ وما معناها؟
الجواب: «أقنى» مأخوذ من القنية وهي المال الذي يتخذه المرء لنفسه ولا يخرجه من يده.
(٢) سؤال: ما الوجه في تغيير العتاب إلى المشركين، وقد كان للذي منع صدقته مع أن السياق واحد؟
الجواب: بعدما ذكر الله تعالى أنه هو الذي أغنى وأقنى ذكر أنه رب الشعرى الذي كان يعبده المشركون ويعتقدون أن الرزق يأتي من النجوم (الشعرى) فذكرها الله تعالى لينبههم على أنه الرازق دون الشعرى ثم استطرد تعالى في ذكر المشركين، والاستطراد فن بديع من فنون البلاغة.
(٣) سؤال: هل الشعرى نجم أم صنم؟
الجواب: الشعرى نجم كانت تعبده حمير وخزاعة.