الأمم، فقد لقي الأنبياء قبلك من أممهم مثل ما لقيته من قومك من التكذيب والأذى، فلا يكبر عليك تكذيبهم وإعراضهم، فقد رمي نوح # بالجنون حين جاء قومه برسالة الله، وزجروه وطردوه من بينهم، ثم دعا الله سبحانه وتعالى أن ينتصر له وينتقم منهم بعد أن مكث يدعوهم إلى الله مئات السنين، فاستجاب الله سبحانه وتعالى دعاءه فأمر السماء بأن تنزل ماءها، والأرض بأن تفجر عيونها حتى اجتمع ذلك الماء وتكاثر إلى أن غطى الأرض والجبال إلا نوحاً ومن آمن معه فإن الله تعالى أمره أن يصنع سفينة ويركب فيها هو ومن آمن معه. والدسر: هي المسامير التي تثبت الألواح بعضها في بعض.

  وقد نزل جبريل # بأمر من الله تعالى ليعلمه كيفية صنع هذه السفينة.

  وقد أراد الله تعالى بقوله {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}: في حراستنا وحفظنا من الغرق في تلك الأمواج العظيمة بين السماء والأرض، ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن ذلك العذاب الذي أنزله بقومه كان جزاءً لهم على كفرهم وتكذيبهم بنبيهم نوح #.

  {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ١٥}⁣^(⁣١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قد ترك هذه السفينة آية لمن يأتي بعدهم من الأمم ليعتبروا بها ويتعظوا بما جرى على أهلها، وكيف كانت عاقبة المكذبين، وقد حفظها الله سبحانه وتعالى قرناً بعد قرن إلى عهد⁣^(⁣٢) نبينا محمد ÷، ويقال: إن آثارها باقية حتى يومنا هذا.

  {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ١٦}⁣^(⁣٣) تعظيم لشدة العذاب الذي أنزله الله تعالى

(١) سؤال: ما إعراب «مدكر»؟ ومم اشتقت؟

الجواب: «مدكر» خبر مبتدأ محذوف، أي: موجود. و «مدكر» أصلها: مذتكر اسم فاعل من اذتكر الخماسي فقلبت التاء دالاً لتؤاخي الذال ثم أدغمت الذال في الدال فصار «مدكر».

(٢) سؤال: من فضلكم هل هناك دلالةواضحة على هذا؟

الجواب: ليس هناك دلالة واضحة.

(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب هذه الآية مفصلاً حفظكم الله ورعاكم.

=