سورة القمر
  بقوم نوح، فقد كان عذاب استئصال للحرث والنسل ولكل دابة على وجه الأرض بسبب شؤم أولئك المكذبين إلا من حمله نوح # على السفينة، وقد أمره الله سبحانه وتعالى أن يحمل فيها من كل زوج اثنين من جميع أصناف حيوانات الأرض حتى لا تنقرض.
  {وَلَقَدْ(١) يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ١٧} ثم أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ÷ أن يخبر قومه بأنه قد يسر لهم القرآن وسهل فهم معانيه، واستيضاح حججه وبيناته، إلا أن قريشاً لم تتعظ ولم تتذكر، وأصرت على الكفر والتكذيب.
  {كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ١٨ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ(٢) ١٩ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ٢٠ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ٢١ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ٢٢} أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه هوداً # إلى قومه عاد فكذبوا به وتمردوا عليه فأنزل الله تعالى عليهم
=
الجواب: «فكيف» اسم استفهام خبر «كان» مقدم، و «عذابي» اسمها، «ونذر» معطوف، والمراد بالاستفهام هنا تعظيم العذاب أي: كان عذاباً عظيماً لا يكتنه كنهه لعظمته وكبره.
(١) سؤال: قد يقال: كيف هذا التيسير ونحن نعاني من فهم أغلب الآيات وأكثرها ولم يعرف أكثرنا مفرداتها ولا تركيبها دع عنك معرفة الأحكام الشرعية منها؟
الجواب: لا زالت آيات القرآن الدالة على التوحيد ونفي الشرك وعلى إحاطة علم الله وقدرته وعلى الوعد والوعيد ميسرة مفهومة إلى اليوم وهذا بالنسبة لعرب اليوم أما غير العرب فتقوم عليهم الحجة بالترجمة. أما ما سوى ذلك فليست العوام مكلفة بمعرفته فيكفيها التقليد، ووجوب معرفة المفردات واستنباط الأحكام هو على العلماء.
(٢) سؤال: كيف وصف اليوم بأنه مستمر؟ وكيف نجمع بين هذه الآية وقوله سبحانه: {سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}[الحاقة: ٧]؟
الجواب: المراد أن شؤمه مستمر في جميع ساعاته، لا أنه مستمر دائماً، وأراد باليوم الجنس لذلك فتكون آية «سخرها ...» قيد لهذا.