محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القمر

صفحة 316 - الجزء 4

  عذابه وسخطه فأهلكهم ودمرهم بريح شديدة، والصرصر: هو الصوت الشديد، فكان لهذه الريح صوت شديد وصفير من شدة سرعتها وقوتها، فأهلكتهم عن بكرة أبيهم، وأتت على آخرهم حتى الذين كانوا في بيوتهم، فقد كانت تنزعهم منها وتهلكهم، ولم يرفعها الله تعالى إلا بعد أن أهلكتهم. ومعنى: «كأنهم أعجاز نخل منقعر»: جذوع نخل ذهبت أعاليها وماتت وسقطت على الأرض.

  {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ⁣(⁣١) ٢٣ فَقَالُوا أَبَشَرًا⁣(⁣٢) مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ⁣(⁣٣) إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ٢٤} وكذلك قبيلة ثمود فقد أرسل الله سبحانه وتعالى إليهم صالحاً # فكذبوا به وتمردوا عليه، وأعرضوا عما حذرهم وأنذرهم، واستنكروا عليه كيف يتبعونه ويستجيبون له وليس إلا واحداً من أقلهم؟ وزعموا أنهم إن اتبعوه وكفروا بآلهتهم فقد خسروا دينهم وضلوا عن طريق الهدى والصواب. والمراد بالسعر: العذاب أو الجنون أو البعد عن الصواب.

  {أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ٢٥} واستنكروا على الله سبحانه وتعالى حين اختاره للنبوة واصطفاه لرسالته من بينهم، واعترضوا على الله تعالى ورموا نبيه بالسحر والكذب، والأشر يعني أنه جاء بكذبة كبيرة وفظيعة.


(١) سؤال: هل أطلق اسم الجمع هنا على الواحد أم كيف؟

الجواب: أطلق على جميع الرسل؛ لأن تكذيبهم نبيهم يكون تكذيباً لجميع الرسل.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: «أبشراً منا واحداً نتبعه»؟

الجواب: «بشراً» مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده أي قوله: «نتبعه» والتقدير: أنتبع بشراً منا واحداً. «منا» متعلق بمحذوف صفة، «واحداً» صفة أيضاً، «نتبعه» فعل وفاعل ومفعول، ولا محل للجملة من الإعراب والاستفهام للإنكار.

(٣) سؤال: هل يؤخذ من هذه الآية أن استحقار الدعاة والمرشدين وإنكار فضلهم سبب كبير في الامتناع عن قبول الهدى؟

الجواب: نعم يؤخذ من الآية ما ذكرتم، وذلك هو الكبر نفسه.