محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القمر

صفحة 317 - الجزء 4

  {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ ٢٦}⁣(⁣١) فأجاب الله سبحانه وتعالى عليهم بأنهم سيعلمون من هو الكذاب عندما يحل بهم عذابه، ويرون نزوله بهم.

  {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ ٢٧} ثم أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه صالح # بأنه قد اقترب موعد نزول عذابه بهم، وأنه سيبتليهم⁣(⁣٢) بناقة ويمتحنهم بها، فلينظر ويترقب ليرى كيف يكون موقفهم مع الناقة.

  {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ⁣(⁣٣) بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ ٢٨} وأمره أن يخبرهم بأنه يجب عليهم أن يجعلوا لهذه الناقة نصيباً في مائهم، وأن يقتسموه معها بالسوية فيكون لها شرب يوم، ولهم شرب يوم معلوم، وفي ذلك دلالة على كبر هذه الناقة، ومعنى الشرب: النصيب، ومعنى «محتضر»: يحضره صاحبه في نوبته.

  {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ⁣(⁣٤) فَتَعَاطَى فَعَقَرَ ٢٩ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ⁣(⁣٥) ٣٠ إِنَّا


(١) سؤال: فضلاً ما إعراب: «من الكذاب الأشر»؟

الجواب: «من» استفهام مبتدأ، «الكذاب» خبره، «الأشر» صفة للكذاب، والجملة في محل نصب لأنها معلقة بالاستفهام فعمل يعلمون في محلها النصب.

(٢) سؤال: هل كانت الناقة بطلب من قوم صالح أم من الله ابتداءً للامتحان؟

الجواب: قد تدل لام العهد في الناقة على أنهم قد كانوا طلبوها من صالح #، والله أعلم.

(٣) سؤال: ما نوع اسميته؟ وهل حل محل اسم المفعول؟ وما الوجه في فصل جملة: «كل شرب محتضر» عن السابقة المؤكدة؟

الجواب: «قسمة» مصدر أي: ذو قسمة، أو بمعنى مقسوم كما ذكرتم، وفصلت «كل شرب محتضر» لأنها مستأنفة في جواب سؤال مقدر.

(٤) سؤال: هل يدل قوله: «فنادوا صاحبهم» على أن لهم مشاركة في قتلها غير الرضا بقتلها؟ أم كيف؟

الجواب: نعم يدل هذا على أن لهم مشاركة في قتل الناقة غير الرضا.

(٥) سؤال: ما الوجه في تقديم قوله: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ٣٠} على الآية التي تحكي تعذيبهم وهي: {إِنَّا أَرْسَلْنَا ...

الجواب: قد يكون ذلك من أجل تعظيم العذاب المذكور بعده وهو قوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ =