محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القمر

صفحة 318 - الجزء 4

  أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ٣١⁣(⁣١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ٣٢} فلم يصبروا على هذه الناقة وعلى ما أمرهم الله سبحانه وتعالى فيها فتشاوروا فيما بينهم وعزموا على قتلها فاجترأ على قتلها قدار بن سالف؛ فعندها أنزل الله سبحانه وتعالى عليهم عذابه وسخطه، وأهلكهم بصيحة لم تحتملها قواهم وأجسامهم من شدتها وقوتها فصعقتهم وأهلكتهم جميعاً، ولم يصبح عليهم الصباح إلا وهم صرعى مشتتون في كل مكان، وقد شبههم الله سبحانه وتعالى في ذلك بكسارة القصب المبعثرة المتناثرة التي داستها الأنعام وأكلت أعاليها وفروعها.

  {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ ٣٣ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ⁣(⁣٢) ٣٤ نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ ٣٥}⁣(⁣٣) ثم أتبع ذلك بقصة قوم لوط وما جرى عليهم من العذاب والهلاك جزاء تكذيبهم وتمردهم على نبي الله لوط #، وقد عذبهم الله سبحانه وتعالى بأن أرسل عليهم حجارة من السماء


= صَيْحَةً} فقوله: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ٣٠} تهويل وتفخيم لعذاب مبهم، وقوله: «صيحة» تهويل آخر بعذاب منكر مبهم، فتقديم قوله: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ٣٠} يزيد في تعظيم العذاب «صيحة» وتهويله فيتضاعف التهويل بـ «صيحة» بسبب تقدم التهويل والتفخيم له.

(١) سؤال: هل المراد بالمحتظر الشخص؟ أم تعريف الهشيم نفسه؟

الجواب: المحتظر: هو صاحب حظيرة الغنم ونحوها، والهشيم: هو البقايا التي تبقى بعد أكل الحيوانات من القصب المتكسر المتناثر الذي داسته الحيوانات أو يكون الهشيم هو ما تكسر وتفتت عند بناء المرء للحظيرة التي تبنى من القصب والعيدان.

(٢) سؤال: ما معنى الباء في قوله: «بسحر»؟ وما إعراب: «نعمة من عندنا»؟

الجواب: معنى الباء هنا الظرفية «في». «نعمة» مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله.

(٣) سؤال: ما الذي يفيدنا قوله: {كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ ٣٥

الجواب: يفيدنا أن الله تعالى إذا غضب على قوم فسلط بعضهم على بعض فإنه تعالى سينجي المؤمنين من ويلات غضبه، وهذا وعد صادق، وقد رأينا صدق ذلك الوعد وعشناه.