سورة القمر
  مُقْتَدِرٍ ٤٢}(١) وقد أرسل الله تعالى إلى فرعون وأتباعه موسى وأخاه هارون @ وأيدهما بالمعجزات الظاهرة، والآيات المتتالية آية بعد آية، ولكنهم كذبوا بها جميعاً واستكبروا وتمردوا بعد أن عرفوا صدقها وحجيتها، فأنزل الله سبحانه وتعالى بهم عذابه وسخطه، وأهلكهم ودمرهم جميعاً، وقد وصف الله تعالى أخذه بالقوة، وأراد به قوة العذاب الذي أنزله بهم وشدته.
  وقد قص الله سبحانه وتعالى على قريش أخبار هذه الأمم لعلهم ينتفعون بها ويعتبرون بما جرى على تلك الأمم من العذاب والدمار، وأخبرهم أنه قد يسر لهم الذكر ليتذكروا بآياته وينتفعوا بعبره ومواعظه.
  {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ}(٢) ثم سأل قريشاً بعد أن قص عليهم ما جرى على مكذبي تلك الأمم أن لا يظنوا أنهم أفضل عنده من كفار تلك الأمم أو أنهم أعز عليه منهم، فلا يأمنوا مكر الله تعالى بهم ونزول عذابه عليهم، فسوف يحل بهم كما حل بمن كان قبلهم.
  {أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ٤٣} أم أنكم واثقون بعدم نزول عذابه بكم، أو أنكم قد أخذتم صكاً مصكوكاً فيما أنزله من الكتب ينص على براءتكم، وحصانتكم، يقول فيه: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
  {أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ٤٤}(٣) أم أنكم اغتررتم بكثرتكم وقوتكم
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «أخذ عزيز»؟
الجواب: «أخذ مفعول مطلق مضاف. «عزيز» مضاف إليه. «مقتدر» صفة لعزيز.
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «خير من أولئكم»؟ وعلام عطفت: «أم لكم براءة في الزبر»؟
الجواب: «خير» اسم تفضيل وهو خبر المبتدأ «أكفاركم». «من أولئكم» جار ومجرور متعلق بخير. «أم لكم براءة» معطوف على الجملة التي قبله. «أكفاركم خير» إضراب انتقالي.
(٣) سؤال: هل «جميع» بمعنى مجموع (فعيل بمعنى مفعول)؟ أم ماذا؟ ولماذا أفرد «منتصر»؟
الجواب: «جميع» بمعنى: مجموع، أي: جماعة، كما ذكرتم. وأفرد «منتصر» لأن لفظ جميع مفرد.