محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القمر

صفحة 323 - الجزء 4

  وخلق الرياح وصَرَّفها على حسب الحكمة والحاجة من غير زيادة ولا نقصان، وينزل الله الأمطار على حسب الحكمة والحاجة.

  وخلق الله تعالى الإنسان، وخلق له أعضاء وحواس على حسب ما تدعو إليه الحكمة والمصلحة، فعدد الأسنان لحكمة، وعدد الأصابع، وعدد مفاصلها وأظافرها وطولها وقصرها وكبرها وصغرها ونعومتها وغلظها وظاهرها وباطنها و ... إلخ كل ذلك خلقه الله تعالى بقدر على حسب مقتضى الحكمة والحاجة.

  وكل شيء خلقه الله تعالى في الكون فهو على حسب مقتضى الحكمة والمصلحة.

  {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ٥٠ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ٥١} فإذا أراد الله سبحانه وتعالى شيئاً فإنه كائن كلمح البصر أو هو أهون وأسرع، لا يعسر عليه شيء أو يعجزه، وما أراده فهو كائن لا محالة، وإذا أراد إهلاك قوم أو إحياء أحد أو إنزال أمر بأحد أو إحداث رزق فإن ذلك كائن في لمح البصر، وكل ذلك يُذَكِّر به المشركين ليحذروا أخذه وانتقامه، ويقلعوا عن شركهم وضلالهم، وإلا فإنه سيهلكهم كما أهلك من كان قبلهم من المكذبين، ومعنى «واحدة»: فعلة واحدة أو رجفة واحدة، ومعنى «أشياعكم»: أشباهكم وأمثالكم في الكفر.

  {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ⁣(⁣١) فِي الزُّبُرِ ٥٢ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ٥٣} وأخبرهم أن كل ما عملوه من الأعمال صغيرها وكبيرها مسجل عنده ومسطور في صحائف أعمالهم، وسيبرزها لهم يوم القيامة حتى يروها بأعينهم، ثم يحاسبهم عليها ويعذبهم.

  {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ٥٤⁣(⁣٢) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ


(١) سؤال: ما محل جملة «فعلوه»؟ وأين الخبر هنا؟

الجواب: جملة «فعلوه» في محل جر صفة لـ «شيء»، والخبر هو قوله: «في الزبر».

(٢) سؤال: هل المراد بها جمع «نَهْر» أم ماذا؟

الجواب: «نَهَر» بفتحتين مفرد كـ «نهر» بسكون الهاء، والمراد الجنس.