محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الواقعة

صفحة 341 - الجزء 4

  متقابلين يتبادلون الأحاديث، يطوف عليهم ولدان لا يصيبهم الهرم أبداً بما يشتهون من النعيم فيوزعون عليهم أنواع المشروبات في أكواب من زجاج ومن فضة، وفي أباريق، وفي كأس من خمر لذيذ لا يُصَدِّعُ الرأسَ ولا يغير العقل، ويدورون عليهم بأنواع الفواكه التي طلبوها وتمنوها، ويقبلون إليهم بما يحبون من لحم الطير، ولهم حور عين كأمثال اللؤلؤ الذي لم يتعرض للشمس ولا للهواء، وكل ذلك استحقوه بأعمالهم الصالحة في الحياة الدنيا.

  {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ٢٥ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ٢٦}⁣(⁣١) فلا شيء يسمعونه فيها من لغو الكلام وباطله وفاحشه، ولا يسمعون فيها إلا التكريم والتسليم من الملائكة ومن أولياء الله تعالى وإخوانهم من المؤمنين.

  {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ٢٧ فِي سِدْرٍ⁣(⁣٢) مَخْضُودٍ ٢٨ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ٢٩ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ٣٠ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ٣١ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ٣٢ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ٣٣ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ٣٤ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً⁣(⁣٣) ٣٥ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ٣٦ عُرُبًا أَتْرَابًا ٣٧ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ٣٨ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ٣٩ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ٤٠} ثم بعد أن ذكر الله تعالى السابقين وما يلقونه من النعيم والكرامة عند الله، أعقبهم بمن هم


(١) سؤال: فضلاً لو أعربتم الآية «إلا قيلاً سلاماً سلاماً»؟

الجواب: «إلا» أداة استثناء، «قيلاً» مستثنى، والاستثناء منقطع؛ لذلك وجب النصب، «سلاماً» بدل من «قيلاً»، «سلاماً» كذلك، وقيل: «سلاماً سلاماً» منصوبان بـ «قيلاً» لأنه مصدر عامل.

(٢) سؤال: بم تعلق هذا الجار والمجرور؟

الجواب: تعلق بمحذوف خبر ثان لأصحاب، أو خبر لمبتدأ محذوف أي: هم في سدر.

(٣) سؤال: يقال: كيف انتقل من ذكر الفرش إلى وصف الحور العين بقوله: «إنا أنشأناهن إنشاءً» دون أن يذكرهن؟

الجواب: قد دل عليهن بذكر الفرش المرفوعة (الأسِرَّة) التي لا يتم جمالها والرغبة فيها في أعين الرجال إلا إذا كانت الحسان عليها.